يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو موجة غضب كبيرة في الداخل الإسرائيلي، عقب الفشل الاستخباراتي في التنبؤ بالهجوم المفاجئ، الذي شنته فصائل المقاومة الفلسطينية برًا وبحرًا وجوًا تجاه تل أبيب، ما أسفر عن مقتل أكثر من 1000 شخص وإصابة الآلاف وأسر أكثر من 200 رهينة.
وينتظر "نتنياهو" مصيرًا مجهولًا بشأن استمراره كرئيس للوزراء، إذ يقول البعض إن حقبة "نتنياهو" انتهت، وأنه بمجرد انتهاء الحرب، سيقدم للمحاكمة. حسبما ذكرت وكالة "رويترز".
الغضب الشعبي
أثار مقتل حوالي 1300 إسرائيلي في هجوم حماس الأخير غضبًا شعبيًا كبيرًا ضد نتنياهو، الذي اشتهر بأنه استراتيجي من طراز "تشرشل" يتنبأ بالتهديدات الأمنية القومية. وقد اتهم الكثير من الإسرائيليين نتنياهو بإهمال حراسة البلاد وإشعال حرب لا داعي لها في غزة.
نهاية عصر نتنياهو
وكان عنوان "فشل أكتوبر 2023" في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الأكثر مبيعًا يذكر بفشل إسرائيل في التنبؤ بالهجوم المصري السوري المزدوج في أكتوبر 1973، والذي أدى في نهاية المطاف إلى استقالة رئيسة الوزراء، جولدا مائير.
توقع أموتس أسائيل، باحث في معهد شالوم هارتمان في القدس، مصيرًا مماثلاً لنتنياهو وحزبه المحافظ ليكود. إذ قال، "لا يهم إذا كان هناك لجنة تحقيق أم لا، أو ما إذا كان يعترف بالخطأ أم لا.. كل ما يهم هو ما يفكر به الإسرائيليون المعتدلون.. وهو أن هذه فضيحة وأن رئيس الوزراء مسؤول". وأضاف "سيرحل، وسترحل مؤسسته كلها معه".
استطلاعات الرأي
أظهر استطلاع رأي في صحيفة "معاريف"، أن 21% من الإسرائيليين يريدون أن يبقى نتنياهو رئيسًا للوزراء بعد الحرب، في حين رفض 66% آخرين استمراره، بينما كان هناك 13% آخرين غير محددين.
وحال أجريت انتخابات اليوم، يشير الاستطلاع إلى أن ليكود سيفقد ثلث مقاعده، بينما سينمو حزب الوحدة الوطنية المعتدل لمنافسه الرئيسي بيني جانتز بثلث - ما يجهز الأخير للمنصب الأول.
المستقبل السياسي
ولكن الإسرائيليين لا يريدون الآن اقتراعًا، إنهم يريدون عملًا، وبينما يتحول الرد المضاد إلى احتمال لغزو بري، فقد تجاهل جانتز، رئيس الأركان العسكرية السابق، الخلافات السياسية، للانضمام إلى نتنياهو في مجلس وزراء طارئ.
وبسبب انشغال نتنياهو في الآونة الأخيرة بزيارات القادة الأجانب بحثًا عن الحصول على مساعدات عسكرية، انحصرت لقاءاته مع الجمهور، والتقى بأقارب نحو 200 أسير في قبضة المقاومة تم أخذهم إلى غزة، كما زارت زوجته إحدى العائلات في حداد.
كما لم يدل نتنياهو بعد بأي تصريحات تتعلق بالمساءلة الشخصية - حتى مع اعتراف كبير جنرالاته ووزير الدفاع ومستشار الأمن القومي ووزير الخارجية ووزير المالية ورؤساء المخابرات بالفشل في توقع ومنع أسوأ هجوم في تاريخ إسرائيل.