تميزت أدوار الفنان اللبناني شربل زيادة، بمحاولاته المستمرة تجسيد القيم الحقيقية والواقعية في الحياة؛ مما جعله يدخل قلوب الجمهور سريعًا، ويخوض حاليًا تجربة جديدة من خلال مشاركته في مسلسل "الخائن"، إذ يجسد خلال أحداث العمل شخصية "الطبيب أيمن" الذي يقع في غرام "الدكتورة أسيل"، التي جسدت دورها الفنانة السورية، سلافة معمار، ونجح بهذه الشخصية أن يلفت انتباه الجمهور، وحازت على إشادة واسعة.
يؤكد اللبناني شربل زيادة في حواره لموقع "القاهرة الإخبارية"، أن مشاركته في مسلسل "الخائن"، تُعد فرصة مهمة بالنسبة له؛ لكي يطل بها على الجمهور العربي، إذ يقول: "عندما أُبلغت بالمشاركة في هذا العمل وعلمت أنه مقتبس من عمل تركي حقق نجاحًا كبيرًا في الوطن العربي، تحمست لخوض هذه التجربة المختلفة عليّ، بالإضافة إلى أن الشخصية التي أقدمها قريبة من الجمهور وبها مساحة تمثيل قوية".
ويضيف: "التحضير لهذه الشخصية تطلب مني مجهودًا حتى تظهر بشكلها المناسب، خصوصًا أن هذه الشخصية تختلف عني في بعض الصفات مثل الهدوء والتريث في اتخاذ القرارات؛ لذا استعنت بطبيب نفسي حتى أتفهم طبيعة هذه الشخصية ورد فعلها وتصرفاتها مع الناس، وكيف يظل محافظًا على هدوء أعصابه وسط المرضى، وهذا الأمر عملت عليه بشكل كبير، وهذه الشخصية قريبة مني في حب مساعدة الغير والحنان والطيبة، والحمد لله قدمت الشخصية بالشكل الذي جعل الجمهور سعيدًا بها".
صعوبة التواصل وظروف الطقس
حول الصعوبات والتحديات التي واجهته أثناء تصوير مسلسل "الخائن"، قال: "العمل ببلد ثانٍ "إسطنبول" مثل تحديًا بالنسبة لي، خصوصًا أننا بعد انتهاء التصوير كنا بحاجة للذهاب إلى منازلنا والشعور بالراحة والدفء مع العائلة، بالإضافة إلى صعوبة التواصل مع فريق العمل التركي، إذ كان لا بد من وجود مترجم في أغلب الأوقات، وأيضا ظروف الطقس التي كانت صعبة، حيث كنا نرتدي ملابس خفيفة في أوقات باردة قاسية، ولكن حبنا لخروج هذا العمل بشكل مميز خفف من هذه الصعوبات.
ويضيف: "الاقتباس من الأعمال الأجنبية ليس بشيء جديد، ولكنه منتشر منذ فترة طويلة، ومن وجهة نظري طالما هناك احترام لعقل وذوق المشاهد ونظره فلا أمانع في المشاركة فيها، ولكن بالتأكيد كنت أفضل نصوصًا نابعة من قلب البيئة العربية".
خدمة الدراما العربية
وفيما يخص الدراما المشتركة والتأثير الذي تحققه في الدراما العربية، أشار اللبناني شربل زيادة إلى أن الفن ليس له موقع جغرافي بل هو مرآة لكل الشعوب، إذ يقول: "أتعامل مع الإنسان حسب مبادئه وإنسانيته وأخلاقه، ولا يهمني لونه ولا جنسيته أو عرقه، ومن وجهة نظري فإن الدراما المُشتركة خدمت الفن العربي بشكل كبير وجمعت ثقافات مُختلفة بين الفنانين، وأنا أشجعها طالما تُقدم بشكل مرتب ويلقى قبول وإعجاب الجمهور".
غياب عن الساحة الفنية
غاب شربل زيادة عن الساحة الفنية لسنوات طويلة، وهو ما أثّر عليه بشكل سلبي في مشواره الفني، وحول ذلك يقول: "غياب أي فنان عن الساحة الفنية يُؤثر أكيد بشكل سلبي عليه، وأنا تغيبت لسنوات طويلة واستغرقت وقتًا طويلًا حتى أعود مرة أخرى وأثبت أنني ما زلت موجودًا، وهذا الغياب أبعدني كثيرًا عن جمهوري وظنوا أنني تركت المهنة، وكان من الممكن أن يكون لي رصيد فني أكبر، ولكن هذا القرار كان نابعًا من داخلي ولم أندم عليه يومًا، وما يميز الفن هو أنه لا يعتمد على عمر صغير أو كبير وهذه الفترة أستطيع تحقيق ما فاتني".
ويضيف: "أعتمد في اختيار الأدوار المقدمة لي على مدى إضافة هذا الدور لمسيرتي الفنية، وهل سيكون جديدًا بالنسبة لي أم أنه مجرد دور مكرر، بجانب النظر إلى فريق العمل من حيث المخرج والممثلين وشركة الإنتاج، فكل هذه عوامل مهمة لنجاح العمل، وبالتالي أركز عليها، وأيضًا القصة ودوري فيها هل مؤثر أم لا؟".