الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أزمة شتوية جديدة تهدد النظام الصحي البريطاني

  • مشاركة :
post-title
عاصفة من الضغوط تهدد القطاع الصحي البريطاني

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

يواجه النظام الصحي الوطني في إنجلترا عاصفة من الضغوط، بسبب الزيادة الكبيرة في حالات الإصابة بفيروسات الإنفلونزا وكوفيد - 19، التي تستدعي دخول المستشفيات، بحسب ما أعلن قادة النظام الصحي.

وأظهرت الأرقام الصادرة، أمس الجمعة، بحسب ما تشير صحيفة "ذا جارديان" البريطانية، أنه في أسبوع عيد الميلاد كان هناك في المتوسط 3631 مريضًا بكوفيد في المستشفيات، بزيادة 57% عن نفس الأسبوع من نوفمبر الماضي.

وارتفعت حالات النزلات المعوية الفيروسية بنسبة 61% عن نفس الفترة من العام الماضي، كما استمر ارتفاع حالات الإنفلونزا الحادة، إذ بلغ متوسط عدد مرضى الإنفلونزا في المستشفيات 942 مريضًا يوميًا، في الأسبوع المنتهي 24 ديسمبر، من بينهم 48 في العناية المركزة، ويعتبر هذا الرقم أعلى 6 أضعاف عن نوفمبر، رغم أنه أقل من نفس الأسبوع في 2022، عندما شهدت بريطانيا أسوأ موسم إنفلونزا خلال 10 سنوات.

وكان للفيروسات الشتوية تأثير متتابع على الموظفين، إذ أظهرت بيانات النظام الصحي الوطني، أن متوسط عدد الموظفين الذين غابوا بسبب الإصابة بكوفيد بلغ 2597 موظفًا يوميًا، الأسبوع الماضي، بزيادة 51% عن نوفمبر، وفقًا للصحيفة البريطانية.

في غضون ذلك، اضطر 10 آلاف مريض لقضاء عيد الميلاد في المستشفى رغم كونهم بحالة تسمح لهم بالخروج، فمن بين 18669 مريضًا كانوا بحالة تسمح بخروجهم من المستشفى ليلة 24 ديسمبر، لم يغادر سوى 8667.

وعود حكومية لم تتحقق

وفي يناير، أعلن رئيس الوزراء، خطة لتلافي أزمة شتوية جديدة في النظام الصحي، إذ تعهد بزيادة 5000 سرير إضافي في مستشفيات إنجلترا قبل الشتاء، إضافة لتقليل معدلات احتلال الأسرّة، لكن الأرقام الصادرة أمس الجمعة، تظهر أنه بتاريخ 24 ديسمبر لم يتم تزويد المستشفيات سوى بـ3613 سريرًا إضافيًا، في حين لا يزال معدل احتلال الأسرة مرتفعًا عند 91.4%، رغم أنه أقل من الأسابيع السابقة.

شبح الإضرابات

ومن المتوقع أن تبدأ إضرابات لمدة ستة أيام من قبل أطباء لم يتم تثبيتهم، احتجاجًا على الأجور، الأسبوع المقبل، فمن المتوقع أن تلغى المزيد من المواعيد والعمليات الجراحية، وخلال إضراب ثلاثة أيام الأسبوع الماضي، تم إعادة جدولة 86 ألفًا و329 موعدًا وعملية.

ويعتقد أن تأثير إضراب الأسبوع المقبل سيكون أشد بكثير، خاصة مع ارتفاع الطلب في هذه الأوقات وارتفاع مستويات دخول المصابين بالفيروسات إلى المستشفيات.

ضغط على القطاع الصحي

وصرّح البروفيسور ستيفن باويس، المدير الطبي للنظام الصحي الوطني في إنجلترا: بأن هذه الأرقام توضح العاصفة من الضغوطات التي يواجهها النظام الصحي، مع الارتفاع الكبير في أعداد مرضى الإنفلونزا، خلال الأسابيع القليلة الماضية، والمزيد من حالات النزلات المعوية الفيروسية مقارنة بالشتاء الماضي، إضافة إلى التأثير المستمر لكوفيد، كل ذلك فوق الضغط الإضافي الناجم عن الإضرابات".

بدوره، قال جوليان هارتلي، الرئيس التنفيذي لجمعية مقدمي الرعاية الصحية، إن الأرقام الشتوية "المقلقة" تبين حجم "التحدي" الذي تواجهه المستشفيات والموظفين، مطالبًا بمزيد من محادثات الأجور.

وأبدت الجمعية الطبية البريطانية استعدادها لمزيد من محادثات الأجور، داعية الحكومة لتقديم عرض موثوق به لتفادي اضطرابات لا لزوم لها للمرضى.

انتقاد المعارضة

انتقدت الأحزاب المعارضة، الحكومة لعدم إعطائها الأولوية للنظام الصحي، في حين صرّح ويس ستريتينج، وزير الصحة بحكومة الظل في حزب العمال البريطاني، بأن "مأساة" المرضى المضطرين لقضاء عيد الميلاد في المستشفى رغم جاهزيتهم للخروج كان بالإمكان تفاديها، مُعدًا بمزيد من "الرعاية في المجتمع" عند وصول حزب العمال للحكم.

تقدم حكومي ودعوة للعاملين بالقطاع

وفي تعليق له، قال المتحدث باسم وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية، إنه تم إحراز تقدم أفضل من الشتاء الماضي في تقليل أوقات الاستجابة للإسعاف وزيادة السعة السريرية وعدد مكالمات النظام الصحي الوطني 111، التي يتم الرد عليها، مشيرًا إلى توفر المزيد من أسرة المستشفيات مقارنة بالعام الماضي، منها 894 سريرًا مشغولة بمرضى الإنفلونزا مقارنة بـ3479 سريرًا لنفس الأسبوع من العام الماضي.

ودعا المتحدث النقابات لإلغاء الإضرابات المقبلة حتى يمكن التوصل إلى حل عادل ومعقول، إذ يمكن للجميع التركيز مُجددًا على رعاية المرضى.