بينما لم يتخلص القطاع الطبي البريطاني من أزمة الإضرابات التي عصفت به مؤخرًا، إلا وبات على شفا أزمة جديدة بسبب نقص في أسطوانات الأكسجين المحمولة، إذ زاد الطلب عليها في سيارات الإسعاف وأقسام الطوارئ، وسط "وباء" موسمي من الإنفلونزا وكوفيد-19، بحسب ما أفادت صحيفة الجارديان البريطانية.
وحذرت مؤسسة خدمات الإسعاف في الساحل الجنوبي الشرقي، الموظفين من نقص أسطوانات الأكسجين بسبب العدد الكبير من المرضى الذين يعانون من أمراض الجهاز التنفسي، مضيفة أن "الموردين يبلغون أن هذا أعلى مما كان عليه خلال الموجة الأولى من جائحة كوفيد"، وذلك وفقًا لمجلة Health Service Journal البريطانية الطبية .
وأفادت المجلة الطبية بأن صندوق خدمات الإسعاف في شرق إنجلترا، أخبر الموظفين أيضًا أن موردي الأكسجين غير قادرين على تلبية طلباتهم، وأن الإمدادات يجب أن تدار "بعناية" خلال الأيام القليلة المقبلة.
وحذرت المؤسسة في رسالة للموظفين، اطلعت عليها المجلة الطبية، الخميس: "موردو الأكسجين، غير قادرين حاليًا على توفير أعداد كافية من الأسطوانات الصغيرة لتلبية طلباتنا"، مشيرة إلى أنه "تم تصعيد هذا على المستوى الوطني وتعمل مشتريات الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة على دعم صناديق الإسعاف بالإمدادات".
وقال متحدث باسم خدمة الإسعاف في شرق إنجلترا، بحسب ما أفادت الجارديان: "لقد أصدرنا إرشادات لأطقم العمل لاتخاذ تدابير معقولة للحفظ على مخزونات الأكسجين، مثل إعادة الأسطوانات فقط عندما تكون فارغة تمامًا، واستخدام مصادر الأكسجين الأخرى كلما أمكن ذلك، ولكن يُطلب من الأطباء الاستمرار في إدارة تشبع الأكسجين المستهدف للمرضى".
وأشار متحدث باسم الخدمات الصحية الوطنية إلى أنه على الرغم من عدم وجود نقص في الأكسجين، إلا أنها تشهد طلبًا كبيرًا على الأكسجين المحمول بسبب زيادة أعداد المرضى المصابين بفيروسات الجهاز التنفسي، مثل الإنفلونزا الموسمية وفيروس كوفيد-19.
وبحسب الجارديان، تظهر أحدث البيانات أن عدد مرضى الأنفلونزا في المستشفيات في إنجلترا ارتفع بنسبة 79٪ في الأسبوع الماضي، بمتوسط 3746 شخصًا في المستشفى الواحد خلال السبعة أيام حتى 25 ديسمبر، ارتفاعًا من 2088 في الأسبوع السابق.
تجدر الإشارة إلى أنه عادةً ما يوفر نوع الأسطوانة المحمولة نحو 30 دقيقة من الأكسجين عند التدفق الكامل، ويستخدم على نطاق واسع في سيارات الإسعاف، وأيضًا عند إبقاء المرضى في أقسام الطوارئ، أو في الممرات في انتظار نقلهم إلى الأَسِرَّة، مع إمكانية الوصول إلى الإمداد العادي بالأنابيب.
وتحمل العديد من سيارات الإسعاف عدة أسطوانات أصغر وأحيانًا واحدة أكبر، ولكن إذا تعذر تسليم المريض الذي يحتاج إلى الأكسجين بسرعة في قسم الطوارئ، فقد تبدأ إمدادات سيارات الإسعاف في النفاد.