الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

إضراب الأطباء المبتدئين يؤلم القطاع الصحي البريطاني

  • مشاركة :
post-title
صورة أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

دخل آلاف الأطباء المبتدئين، في بريطانيا اليوم الثاني من الإضرابات، إذ حذر قادة القطاع الصحي من أن الخدمات الصحية الوطنية تتعرض لـ"ضغط مرتفع"؛ نتيجة الإضرابات.

وتُشير التقارير إلى أنه من المتوقع إلغاء عشرات الآلاف من المواعيد والعمليات الجراحية؛ نتيجة للإضراب الذي استمر 72 ساعة في إنجلترا، والذي بدأ صباح أمس الاثنين.

وفقًا للخدمات الصحية الوطنية، تم بالفعل تأجيل أكثر من 100 ألف موعد هذا الشتاء، بعد أن دخلت الممرضات والعاملون الصحيون الآخرون في إضراب؛ بسبب نزاع مع الحكومة حول الأجور، بحسب ما أشارت "الديلي ميل البريطانية".

وأشار قادة القطاع الصحي إلى أن أقسام الطوارئ والإدارات الأخرى، كانت تحت ضغط كبير، حتى مع تولي المستشارين وغيرهم من الموظفين عمل الأطباء المبتدئين الذين دخلوا في حالة إضراب.

الأزمة في الرواتب

وفقًا للجمعية الطبية البريطانية، انخفضت رواتب الأطباء المبتدئين بنسبة 26٪ منذ عام 2008/2009، وسيتطلب عكس ذلك زيادة في الرواتب بنسبة 35.3٪، بحسب ما أشارت "يورو نيوز".

تفاوض دون شروط مسبقة

كان ستيف باركلي، وزير الصحة، قد دعا يوم الجمعة الماضي، نقابة الأطباء البريطانية لإجراء محادثات، لكن النقابة رفضت الفكرة، مُؤكدةً أن هناك شروطًا مسبقة "غير مقبولة".

وقد ناشدت النقابة الحكومة للتخلي عن الشروط المسبقة من أجل التفاوض.

وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية، فقد أشار الدكتور روب لورينسون، والدكتور فيفيك تريفيدي، الرئيس المُشارك للجنة الأطباء المبتدئين بالرابطة الطبية البريطانية، في بيان إلى أنه: "لا نزال منفتحين على المناقشات مع الحكومة، في أي وقت وفي أي مكان، لتسوية هذا النزاع بسرعة واستعادة الأجر الذي يتقاضاه هؤلاء الأطباء المبتدئون".

وأشار الطبيبان إلى أنه إذا كان وزير الصحة مُلتزمًا حقًا بهذا، فعليه التخلي عن هذه الشروط المسبقة غير المعقولة والبدء في مفاوضات مناسبة معنا.

وأضاف البيان: المرضى والأطباء يريدون نهاية سريعة لهذا النزاع، لكن يبدو أن الحكومة تريد إطالة أمده، لذلك نطلب منه التخلي عن العقبات التي وضعها والتحدث، الأطباء والمرضى لا يستحقون أقل من ذلك.

روب لورينسون وفيفيك تريفيدي

تأثير الأطباء المبتدئين

وتشير الإحصائيات إلى أن نحو 45٪ من الطاقم الطبي للخدمات الصحية الوطنية هم أطباء مبتدئون واستشاريون، بحسب صحيفة "واشنطن بوست" البريطانية.

قال رؤساء المستشفيات إنهم يقومون بجدولة الخدمات "ساعة بساعة"، أثناء الإضرابات وإعادة توجيه المزيد من كبار الأطباء غير المضربين إلى الخدمات ذات "أشد الاحتياجات السريرية والطبية".

قال البروفيسور ستيفن بويس، المدير الطبي للخدمات الصحية الوطنية بإنجلترا، لإذاعة بي بي سي، إن الإضراب الحالي "من المحتمل أن يكون أصعب حالة إضراب خلال هذا الشتاء، وربما حتى أصعب اضطراب واجهناه على الإطلاق، أو قد تكون شهدته الخدمات الصحية الوطنية خلال تاريخها ".

قال ماثيو تايلور، الرئيس التنفيذي لاتحاد الخدمات الصحية الوطني: "لقد عمل المديرون بجد لتقليل الاضطراب بالقطاع الصحي، ولكن مع وجود الأطباء الشباب الذين يشكلون ما يقرب من خُمسي القوى العاملة التي تُعاني بالفعل من نقص الموظفين، فإن الآلاف من التعيينات والإجراءات غير العاجلة لم تنته بعد".

وأضاف تايلور "حتى مع عمل المستشارين والموظفين من الخدمات الأخرى معًا لملء النوبات، لا يزال قسم الطوارئ والأقسام الأخرى تحت ضغط كبير".

وأكد: "لا يوجد فائزون في المواجهة الحالية بين الجمعية الطبية البريطانية والحكومة، نيابة عن أعضائنا والمجتمعات التي يخدمونها، ندعو طرفي هذا النزاع لتقديم تنازلات وإنهاء هذه الإضرابات".

أسوأ أزمة في القطاع الصحي

يتوقع قادة القطاع الصحي أن يستمر هذا الاضطراب خلال اليومين المقبلين من الإضرابات وما بعدها.

قال البروفيسور فيليب بانفيلد، رئيس مجلس الجمعية الطبية البريطانية، لوكالة PA البريطانية: "نواجه أسوأ أزمة في الخدمات الصحية الوطنية رأيتها على الإطلاق، إضراب الأطباء المبتدئين أمر محزن للغاية، لكنهم يشعرون بأنهم مضطرون للقيام بذلك."

ووفقًا لما أشارت صحيفة "الميرور" البريطانية، تستمر المحادثات بين الحكومة والنقابات الصحية الأخرى - بما في ذلك أولئك الذين يمثلون الممرضات وإخصائي العلاج الطبيعي وعمال الإسعاف - هذا الأسبوع، على أمل حدوث انفراجة في الخلاف طويل الأمد، بشأن أجور الخدمات الصحية الوطنية.

شرط الحكومة

وبحسب ما أشارت صحيفة الجارديان البريطانية، فقد صرح ستيف باركلي، وزير الصحة البريطاني يوم الاثنين: "إنه لأمر مخيب للآمال بشكل لا يصدق أن الجمعية الطبية البريطانية رفضت عرضي بالمشاركة في مفاوضات الرواتب الرسمية بشرط تعليق الإضرابات".

وأضاف "أريد أن أجد صفقة عادلة تعترف بالدور الحاسم للأطباء المبتدئين والضغوط الاقتصادية الأوسع التي تواجهها المملكة المتحدة".

وأكد وزير الصحة "لقد أجريت محادثات بناءة وذات مغزى مع النقابات التي تمثل الممرضات وعمال سيارات الإسعاف والعاملين غير الطبيين الذين وافقوا على إلغاء الإضرابات وستستمر المفاوضات هذا الأسبوع."

وزير الصحة البريطاني ستيف باركلي

موجة إضرابات تضرب المملكة

يأتي ذلك في الوقت الذي يستعد فيه أعضاء العديد من النقابات للإضراب في يوم الميزانية الأربعاء، فيما سيكون أحد أكبر أيام الإضراب العالمية منذ سنوات.

ومن بين العمال الذين يتخذون إجراءات تحضرية للدخول في إضراب، كان موظفو الخدمة المدنية، والمدرسون، وموظفو الجامعات، وسائقو مترو الأنفاق في لندن، وصحفيو البي بي سي.

رئيس الوزراؤ البريطاني ريشي سوناك

قانون سوناك

يوم الاثنين، قال ريشي سوناك، إنه لا يعتقد أنه كان من الصواب أن يكون سبب "الكثير من الاضطراب" هو الإضراب بينما دافع عن تشريع حكومته المناهض للإضراب.

قال رئيس الوزراء، مُتحدثًا إلى "سكاي نيوز"، أثناء وجوده في الولايات المتحدة: "لا أعتقد أنه من الصواب أن تتأثر حياة العائلات العاملة بشدة؛ بسبب الإضرابات، لهذا السبب، كرئيس للوزراء، قدمت تشريعات جديدة لضمان حد أدنى من الأمن في خدماتنا العامة المهمة، مثل السكك الحديدية والتعليم والرعاية الصحية".

وأضاف سوناك "بالضبط لأنني أعتقد أنه لا ينبغي أن يُعاني الناس من هذه الاضطرابات في حياتهم اليومية، فأنا سأمرر هذا القانون الجديد من خلال البرلمان."