شنت روسيا، أمس الجمعة، أكبر هجوم جوي على كييف منذ بداية الحرب، فبراير 2022، إذ أطلقت 158 صاروخًا وطائرة مسيّرة على عدة مدن أوكرانية، ما أسفر عن مقتل 30 شخصًا على الأقل وإصابة المئات.
ويأتي هذا الهجوم، بحسب ما تشير صحيفة "ذا تليجراف" البريطانية، بعد أيام قليلة من نجاح القوات الأوكرانية في اغراق إحدى السفن الحربية الروسية المتمركزة في شبه جزيرة القرم، ما أثار غضب موسكو.
وتشير الصحيفة البريطانية إلى أن الهجمات تُشكل محاولة لزعزعة العزيمة الغربية لدعم أوكرانيا، إذ كانت واشنطن عاجزة عن تمرير تشريع لتوفير 61 مليار دولار في المساعدات الأمنية لأوكرانيا بسبب اعتراض الكونجرس، فيما تعثرت حزمة مساعدات بقيمة 18 مليار يورو من الاتحاد الأوروبي، بسبب فيتو من المجر.
وردت بريطانيا على الفور بإعلان إرسال مئات الصواريخ المضادة للطائرات إلى أوكرانيا، فيما حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن، من أن التاريخ سيحاسب بقسوة أولئك الذين يفشلون في إرسال المزيد من الدعم إلى كييف.
تفاصيل الهجوم الروسي وردود الفعل الغربية
بدأ القصف الروسي في ساعات الصباح الأولى من أمس الجمعة، إذ استهدفت الضربات عدة مدن أوكرانية بما فيها العاصمة كييف ودنيبرو وزابوريجيا وغيرها، وفقًا لما أشارت صحيفة "أوكراينسكا برافدا" الأوكرانية.
وأكدت المخابرات الغربية والأوكرانية أن روسيا قضت أشهرًا في تخزين الصواريخ، استعدادًا لحملة شتوية ضد البنى التحتية المدنية الأوكرانية، بهدف شل البلاد وإجبار الشعب على الاستسلام.
وقال جرانت شابس، وزير الدفاع البريطاني، إن الهجوم الروسي يهدف لاختبار عزيمة العالم الحر، مُشددًا على ضرورة وقوف دول العالم صفًا واحدًا لتزويد أوكرانيا بما تحتاجه للفوز.
كما حذّر الرئيس الأمريكي من أن الكونجرس يجب أن يتحرك على وجه السرعة، لتمرير حزمة الدعم الأمريكية البالغة 61 مليار دولار، قبل نفاد الأسلحة ومنظومات الدفاع الجوي عن أوكرانيا.
وفي السياق ذاته، أعلنت بريطانيا نيتها إرسال 200 صاروخ مضاد للطائرات من طراز AMRAAM لتعزيز الدرع الجوي الأوكراني، فيما أكد مستشار الرئيس الأوكراني أن بلاده بحاجة ماسة للمزيد من الدعم لوقف الإرهاب الروسي.
ردود الفعل الأوكرانية
وصف الجيش الأوكراني الهجمات الجوية الروسية بأنها الأكبر منذ بدء الحرب، لكنه أكد أن دفاعاته الجوية تمكنت من إسقاط 87 صاروخًا موجهًا و27 طائرة مسيّرة من أصل 185 هدفًا تقريبًا.
وقال رئيس أركان الجيش الأوكراني إن العالم بحاجة لرؤية أن كييف تحتاج إلى المزيد من الدعم لوقف الإرهاب الروسي، بينما تعهد زيلينسكي بالرد على الضربات الروسية.
وأشارت صحيفة "ذا تليجراف" إلى توقعات الخبراء أن تستمر روسيا بحملتها الشتوية ضد المدنيين الأوكرانيين لمحاولة ثنيهم عن المقاومة، إلا أن الضربات الأخيرة أثارت غضب المجتمع الدولي وحفزته على تقديم مزيد من الدعم العسكري والدفاعي لأوكرانيا لمواجهة روسيا.