الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تراجع الدعم الغربي وتفوق الجيش الروسي.. آمال أوكرانيا في تحقيق النصر تتلاشى

  • مشاركة :
post-title
الحرب فى أوكرانيا - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

بينما تشرف الحرب في أوكرانيا على عامها الثالث، تتضاءل آمال كييف في تحقيق انتصار على الأرض، أمام تفوق الجيش الروسي، وتراجع الدعم الغربي.

وذكرت شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية، في تقرير نشر على موقعها الإلكتروني، اليوم الجمعة، أن التوقعات تبدو أكثر قتامة، حيث لم يحرز الهجوم الأوكراني، الذي طال انتظاره في الجنوب، تقدمًا أمام آلة الحرب الروسية، التي أضعفت التفوق التكتيكي والتكنولوجي للجيش الأوكراني، كما اعترف كبير جنرالاته في مقال صريح الشهر الماضي.

الأوضاع على الأرض

وأوضحت الشبكة، أن الهجوم الأوكراني المضاد الذي طال انتظاره والذي بدأ في يونيو الماضي، كان يستهدف إظهار تفوق استراتيجية حلف شمال الأطلسي" الناتو" في حرب الأسلحة، التي تم تدريب الألوية الأوكرانية حديثة التكوين عليها، في ألمانيا. لكن تلك الأسلحة كانت غريبة على الثقافة العسكرية الأوكرانية، ولم تضاهِ التفوق الروسي في الجو.

وحسب الشبكة، استولت الوحدات الأوكرانية على 200 كيلومتر مربع من الأراضي على الأكثر خلال ستة أشهر، وظلت أهداف الوصول إلى الساحل وشبه جزيرة القرم وتقسيم القوات الروسية في الجنوب حلمًا بعيد المنال.

ومع تجميد الخطوط الأمامية، لجأت وكالات الاستخبارات في كييف إلى شن هجمات أكثر إثارة، مثل إغراق سفينة إنزال روسية في شبه جزيرة القرم هذا الأسبوع، وتخريب خطوط السكك الحديدية حتى الشرق الأقصى الروسي.

كما أن استخدام طائرات الاستطلاع والطائرات بدون طيار، حرم كلا الجانبين من عنصر المفاجأة داخل حدود ساحة المعركة. لكن الاحتياطيات الروسية الهائلة من القوى البشرية والمعدات، إذ تفاخر وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو بأنه قادر على جمع 25 مليون رجل إذا لزم الأمر، تعني أنهم قادرون على الاستمرار في ضرب الجيش الأوكراني الأصغر حجمًا، وتحقيق مكاسب تدريجية بتكلفة هائلة.

وفى المقابل، تقلصت أعداد المجندين في أوكرانيا إلى حد كبير؛ وقد حرمت الخسائر في ساحة المعركة الجيش الأوكراني من عشرات الآلاف من الجنود ذوي الخبرة والضباط من الرتب المتوسطة.

ولا شك أن وصول الطائرات المقاتلة من طراز" إف- 16" في الربيع سيساعد القوات الجوية الأوكرانية على تحدي الطائرات المقاتلة الروسية ودعم قواتها البرية، لكنها لن تكون حلًا سحريًا، وفق "سي. إن. إن".

تراجع الدعم الغربي

ومع ازدياد تجمُد خط المواجهة الطويل، يستشعر الكرملين قدرًا أعظم من الشكوك بين داعمي كييف في الغرب في قدرة أوكرانيا على استعادة 17% من أراضيها التي لا تزال تحت سيطرة القوات الروسية.

وتشير الشبكة إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يستمتع بالانقسام الحزبي في واشنطن، حيث يتساءل الكثيرون في الحزب الجمهوري عن الغرض من إرسال مساعدات أخرى بقيمة 61 مليار دولار لأوكرانيا بناءً على طلب إدارة بايدن، معتبرين أنها لن تحقق الكثير في ساحة المعركة.

في الوقت نفسه، قام رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان بمنع حزمة من المساعدات المالية التي قدمها الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا بقيمة 55 مليار دولار، ما دفع أحد السياسيين الألمان إلى القول إن الأمر يشبه جلوس بوتين نفسه على الطاولة.

ويواجه زيلينسكي، الذي اعترف مؤخرًا بأنه متعب، وظيفة أكثر صعوبة بصفته كبير مندوبي المبيعات في أوكرانيا، حيث تصرف الأحداث في الشرق الأوسط الانتباه عن أوكرانيا باعتبارها الأزمة الدولية رقم واحد.

وكان زيلينسكى توقع في الذكرى الأولى للغزو أن "2023 سيكون عام انتصارنا"! ومن غير المرجح أن يقدم نفس التوقعات المتفائلة للعام المقبل. وقالت "سي. إن. إن" إن أوكرانيا والغرب يسيران على مسار غير مستدام، وهو مسار يتسم بعدم التوافق الصارخ بين الغايات والوسائل المتاحة.

وحسب الشبكة، يقول الغربيون بصراحة، إن هدف أوكرانيا المتمثل في استعادة كل أراضيها بعيد المنال، ويوصون بأن تتحول كييف إلى موقف دفاعي في عام 2024 لوقف الخسائر.