تسبب جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية العدوان على قطاع غزة، في إلحاق أضرار بالغة بالمقابر ودمر ما لا يقل عن 6 مقابر، معظمها خلال الأسابيع الأخيرة، بحسب تحليل جديد لصور الأقمار الصناعية ومقاطع الفيديو من قبل صحيفة "نيويورك تايمز".
وتُشير الصحيفة الأمريكية إلى أنه في حي الشجاعية بمدينة غزة، حيث دارت اشتباكات عنيفة في الأيام الأخيرة، قامت القوات الإسرائيلية بتسوية جزء من مقبرة تونس لإقامة موقع عسكري مؤقت، وتظهر صورة القمر الصناعي التقطت وجود مركبات مدرعة وتحصينات ترابية في المكان، الذي كانت توجد فيه قبور سليمة قبل أيام.
ولم ترد القوات الإسرائيلية على أسئلة صحيفة نيويورك تايمز حول سبب تسوية المقبرة، وما إذا اتخذت أي احتياطات لحماية المواقع الدينية في غزة، وتعتبر قوانين النزاع المُسلح التدمير المتعمد للمواقع الدينية بدون ضرورة عسكرية جريمة حرب مُحتملة.
وقد لحقت معظم الأضرار هذا الشهر، مع توغل قوات جيش الاحتلال الإسرائيلية، نحو ما تزعمه إسرائيل "معاقل حماس" المتبقية في المناطق المُكتظة بالسكان في مدينة غزة، إذ يبدو أن إسرائيل تستخدم مقبرة واحدة على الأقل كقاعدة مؤقتة للمركبات العسكرية.
كما دمرت المركبات العسكرية الإسرائيلية عشرات القبور في مقبرة أصغر في الأسابيع الأولى من شهر ديسمبر، بالقرب من موقع إسرائيلي موجود بالفعل على بعد نصف ميل إلى الشمال الغربي من مقبرة تونس، ويظهر الفيديو الذي نشرته القوات الإسرائيلية يوم الأحد الجنود، وهم يشتبكون ظاهريًا في هذه المنطقة.
وفي اليوم نفسه، في حي جباليا بمدينة غزة، أظهرت صور الأقمار الصناعية وجود آثار ومركبات عسكرية مُحتملة في مقبرة الفالوجا، وفي وقت لاحق أظهر مقطع الفيديو أضرارًا في المقابر، ولكن لم تظهر أي مواقع عسكرية مؤسسة، كما أنشئ موقع عسكري مُحتمل في مقبرة ببيت حانون أيضًا في شمال غزة.
وبحسب نيويورك تايمز، لا تظهر أي مركبات عسكرية في صور الأقمار الصناعية التي التقطت يوم الأحد الماضي، ولكن التحصينات الترابية المماثلة تشبه تلك التي أقامتها القوات الإسرائيلية في عشرات الأماكن في غزة، وقد استخدمت هذه المواقع الوقائية لفترة محدودة مع تقدم التوغل البري إلى أعماق غزة.
والمقابر الأخرى التي حددتها الصحيفة الأمريكية، بأنها دمرت من قبل القوات الإسرائيلية، كانت في حي الشيخ عجلين وبيت لاهيا في أقصى شمال غزة.
وتدل هذه الحوادث على ازدواجية المعايير في التعامل مع القضية الفلسطينية، فبينما تلقى إسرائيل كل الدعم الغربي لارتكاب جرائمها بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، يتعرض هذا الشعب لأبشع صنوف القتل والتنكيل والتعذيب دون رادع، وأضحت حياة الفلسطيني أرخص ما يمكن في نظر المجتمع الدولي، بينما مازالت إسرائيل تحظى بالحماية والدعم رغم جرائمها المُتكررة.