يتعرض حي الشجاعية شمالي قطاع غزة، إلى قصف كثيف، منذ بدء العدوان الإسرائيلي الشامل على القطاع في 7 أكتوبر الماضي.
ويشهد الحي قصفًا متواصلًا وعشرات الأحزمة النارية، أدى إلى محو مربعات سكنية بشكل كامل، وخلف آلاف الشهداء والجرحى ودفن المئات تحت الأنقاض، فضلًا عن تحول أغلبه إلى ركام.
وتعود جذور الحي لمعركة دارت بين الأيوبيين والصليبيين عام 1239، حسب المركز الفلسطيني للإعلام، إذ انتصر فيها المسلمون، وتنسب تسميته إلى "شجاع الدين عثمان الكردي"، أحد أبطال تلك المعركة الذي قُتل فيها.
بُني الحي في عهد الأيوبيين وبه أكبر سوق شعبية تُعرف "بساحة الشجاعية". ويضم جامع أحمد بن عثمان أو "الجامع الكبير" بالمدينة القديمة، وقبر أحد مماليك السلطان برقوق، ويدعى "يلخجا".
وتوجد بالحي عدة مساجد تاريخية أخرى؛ منها "الهواشي" و"السيدة رقية" و"على بن مروان"، وفيه مقبرتا الحرب العالمية الأولى و"التونسي". كما يوجد به قبر يقال إنه لـ"شمشون الجبار" الشهير.
ويقع الشجاعية بالنصف الشمالي من قطاع غزة، ويعدّ أكبر أحياء القطاع وبوابته الشرقية، وله رمزية كبيرة، لأنه أُسرَ فيه جندي الاحتلال شاؤول آرون عام 2014.
كما توجد فيه كتيبة "الشجاعية" من أقوى عناصر "كتائب القسّام"، ويمثّل أعلى تجمّع سكاني بغزة، ويبلغ معدل الأسرة الواحدة ما بين 8- 16 فردًا، حسب مركز الإحصاء الفلسطيني.
كما أن مساحته 8 ملايين متر مربع، وينقسم إلى قسم جنوبي يُعرف بـ"التركمان"، وآخر شمالي يُعرف بمنطقة "إجديدة"، ويقطنه نحو 150 ألف نسمة.
ويحتضن حي الشجاعية الفصائل الفلسطينية كافة، وكونه معقلًا لانطلاقتها شهد البدايات الأولى لمنظمة التحرير الفلسطينية، والجبهتين "الشعبية" و"الديمقراطية". وينتمي إليه حاليا أبرز قادة الفصائل الفلسطينية الحالية، ويعد المقر الرئيسي لحركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي".
وتوجد بالشجاعية أيضا تلة "المنطار"، وترتفع بنحو 85 مترًا، وتعد مفتاحًا لمدينة غزة، إذ عسكرت عليها قوات نابليون بونابرت، وقد قتل فيها آلاف من جنود الحلفاء في أثناء الحرب العالمية الأولى، ودفنوا جميعا في مقبرة بالحي.
وكان للحى له دور كبير في أثناء معارك عام 1967. وفي أكتوبر 1987، تحوّل إلى ساحة مواجهات بين المقاومة الفلسطينية والقوات الإسرائيلية في معركة تسمّى بـ"معركة الشجاعية".
وحولت إسرائيل حي الشجاعية إلى هدف عسكري لغاراتها واجتياحاتها البرية المتكرّرة في عدوان 2003 و2004 و2008 و2012 و2014 و2021 و2023 على التوالي على غزة، ويشهد مواجهات حاليا مع عناصر "حماس".