وسط دعوات للالتزام بالقانون الدولي خلال قتال تخوضه إسرائيل يسير بوتيرة عنيفة، لأكثر من شهرين في غزة، وصور لجنود الاحتلال يقتادون عشرات الفلسطينيين العزل "شبه عراة" أثارت انزعاج الولايات المتحدة، تعلن إسرائيل مرحلة ثانية من القتال ستكون "أقل حدة" ضمن حرب ستستغرق وقتًا في غزة.
بدأ المرحلة الثانية
قال يوآف جالانت، وزير الدفاع الإسرائيلي، في وقت سابق، إن المرحلة التالية من الحرب في غزة ستشهد قتالًا أقل حدة ضد "جيوب المقاومة" وستتطلب من القوات الإسرائيلية الحفاظ على حرية العمليات، وفقًا لوكالة أسوشيتد برس، اليوم الثلاثاء.
وأضاف أن الوضع الراهن يبدو علامة على أن "المرحلة التالية قد بدأت".
وعارض الوزير الإسرائيلي الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار في غزة، وإنهاء العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع، قائلًا: "إن المرحلة الحالية من العملية ضد حماس ستستغرق وقتًا".
وأسقط العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ضمن نطاق الحرب الجارية مع حماس، أكثر من 18 ألف شهيدًا، 40% من بينهم أطفال، وما يزيد على 46 ألف من الجرحى، منذ هجمات 7 أكتوبر، فضلًا على نزوح أكثر من 1.7 مليون فلسطيني من الشمال إلى جنوب القطاع.
لا موعد مُحدد لنهاية العدوان
ورفض "جالانت" الالتزام بأي مواعيد نهائية محددة، ردًا على أسئلة وجهت له خلال مؤتمر صحفي، أمس الإثنين، لكنه أشار إلى أن المرحلة الحالية، التي تشهد قتالًا بريًا عنيف تحت غطاء جوي لم تهدأ غاراته يمكن أن تمتد لأسابيع، وأن المزيد من النشاط العسكري يمكن أن يستمر لعدة أشهر، بحسب ما أوردت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، اليوم الثلاثاء.
سيطرة أمنية إسرائيلية على غزة
يتمسك بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، باحتفاظ الاحتلال بالسيطرة الأمنية على غزة، بعد الحرب مع حماس، حتى أجل غير مسمى، مشددًا معارضته أي دور لحكومة السلطة الفلسطينية الحالية في القطاع.
وقال "نتنياهو" في تصريحات سابق، أدلى بها منتصف نوفمبر الماضي: "ستكون هناك سيطرة أمنية كاملة في غزة، مع الجيش الإسرائيلي"، مشيرًا إلى أهمية توافر قدرة لدى إسرائيل على الدخول وقتما تشاء للتصدي لأي وجود لحماس، حسبما نقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
مزاعم انهيار حماس
ويزعم وزير دفاع الاحتلال أن حماس باتت قريبة من الانهيار، إثر معارك عنيفة شنها جيش الاحتلال على معاقل الفصائل في منطقتي جباليا والشجاعية شمال القطاع، وفي خان يونس، جنوب غزة ومحيطها.
وقال جالانت "لقد طوقنا آخر معاقل حماس في جباليا والشجاعية، والكتائب التي كانت تعتبر لا تقهر، التي استعدت لسنوات لقتالنا، على وشك الانهيار"، بحسب ما نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" اليوم..
وزعم وزير الاحتلال استسلام المئات من عناصر حماس للقوات الإسرائيلية في الأيام الأخيرة.
وكان "الشاباك" أعلن في بيان مقتضب، أورده أمس الإثنين، اعتقال جيش الاحتلال أكثر من 500 مسلح في قطاع غزة، الشهر الماضي، مضيفًا أنهم خضعوا للاستجواب على يد الأجهزة الأمنية المعنية.
"انزعاج" أمريكي
أثارت صور تم تداولها لجنود جيش الاحتلال وهم يقتادون عددًا من الفلسطينيين العزل، وهم مكبلون من الخلف و"شبه عراة"، الكثير من الإدانات على الصعيد الدولي، وقالت الولايات المتحدة إن الصور "مزعجة"، فيما دفعت إسرائيل بأنها التقطت في أثناء تفتيش المضبوطين خشية وجود عبوات ناسفة.
وفي بيان إعلان الاعتقال، قال جيش الاحتلال إنه اعتقل عددًا من "النشطاء" في أثناء اختبائهم في مبانٍ، بما في ذلك المدارس وملاجئ المدنيين، وأن نحو 350 منهم أعضاء في حماس، و120 آخرين أعضاء في حركة الجهاد الإسلامي.
ومن جانبها، أعربت الولايات المتحدة عن انزعاجها من الصور المتداولة لعشرات المعتقلين المدنيين العزل في غزة "شبه عراة"، وانتقدت نشرها بشكل علني، وفي المقابل تعهدت إسرائيل بوقف تداول مثل هذه الصور.
وقال ماثيو ميلر، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إن صور عشرات المعتقلين المدنيين العزل في غزة "شبه عراة" مزعجة للغاية، داعيًا إلى ضرورة التحقيق لمزيد من المعلومات حول طبيعتها.
أضاف: "نبحث عن مزيد من المعلومات حول طبيعة هذه الصور، ولماذا أصبحت علنية في المقام الأول؟"، بحسب "سي إن إن" الأمريكية.
وفي أعقاب انتقادات دولية كبيرة، تعهد مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي والمتحدث باسم جيش الاحتلال الأدميرال دانييل هجاري، بوقف تداول مثل هذه الصور، بحسب ما أوردت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".