يزيد موسم الأمطار الأوضاع سوءًا في قطاع غزة، إذ غمرت مياه الأمطار مرافق الإجلاء، ما أدى إلى غرق المدنيين الذين فروا من قصف العدوان الإسرائيلي المتواصل، وبينما تبعثر الأمطار والعواصف خيام النازحين لا تزال تنهار الرعاية الصحية.
واجتاحت العواصف المطيرة والرياح العاتية القطاع الساحلي بالفعل، ما أدى إلى تناثر الخيام وإغراق من ليس لديهم مأوى في أزمة تسبب فيها الهجوم الإسرائيلي بتشريد نحو 1.8 مليون فلسطيني.
ومع اشتداد موسم الشتاء، ترك الهجوم الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة مئات الآلاف من الفلسطينيين عُرضة للإصابة بالأمراض المعدية، وقال أحد الأشخاص الذين تم إجلاؤهم: "لقد غرقت ابنتي بمياه الأمطار في أثناء نومها، كانت بطانياتها مبللة بالكثير من مياه الأمطار، لكن ليس لدينا ماء للشرب أو طعام أو دواء".
وأكدت السلطات الصحية في غزة، أمس الأربعاء، وجود أكثر من 320 ألف حالة إصابة بأمراض مُعدية، وأدى الاكتظاظ وسوء الصرف الصحي إلى جعل الملاجئ مرتعًا للأمراض، وتهدد الظروف بإصابة المزيد من الأشخاص".
ويقول مسؤولو الصحة، إن الطقس البارد المقترن بنقص المياه النظيفة والمراحيض والغذاء أدى إلى ارتفاع حاد في أمراض الجهاز التنفسي والمعدة وغيرها من الأمراض، ويترك المرضى يكافحون من أجل التعافي، وفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز".
وتلد النساء في الخيام بظروف غير معقمة. ويؤدي الدخان المنبعث من حرائق الأخشاب إلى تفاقم أمراض الجهاز التنفسي. ويضطر المحتاجون إلى الدواء للتوجه في بعض الأحيان إلى ما يصل 10 صيدليات في عملية بحث غير مثمرة في كثير من الأحيان.
وقال "محمود أبو ريان"، النازح من بلدة بيت لاهيا الشمالية إلى رفح، إن "الجو بارد جدًا، والخيمة صغيرة جدًا، كل ما أملك هو الملابس التي أرتديها، وما زلت لا أعرف ما الخطوة التالية؟"، وفقًا لصحيفة "ذا جارديان".
وقالت سعاد قرموط، امرأة فلسطينية أُجبرت على مغادرة بيت لاهيا: "لم نر أي شيء جيد هنا على الإطلاق. نحن نعيش هنا في البرد القارس ولا توجد حمامات، نحن ننام على الرمال"، مضيفة: "أنا مريضة بالسرطان"، بينما كان الأطفال يلتفون حول نار الحطب بحثًا عن الدفء. ليس هناك فراش لكي أنام عليه. وننام على الرمال شديدة البرودة".
وفي هذه الأثناء، تواصل القوات الإسرائيلية عملياتها في مدينة خان يونس جنوب البلاد، إذ يبحثون عن قادة يزعمون أنهم مختبئون تحت الأرض.
وأفادت وسائل إعلام أمريكية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يضخ مياه البحر إلى مُجمع أنفاق واسع، ولم تُعلق إسرائيل بعد.
وتوجه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي، اليوم الخميس، إلى إسرائيل للقاء بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء.
وقال البيت الأبيض إن المحادثات تتضمن الضغط من أجل السماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة لتخفيف الوضع.