تزايدت تحذيرات وكالات الأمم المتحدة من تفاقم الوضع المأساوي الذي يعيشه سكان غزة، تحت وطأة العدوان الإسرائيلي الشامل على القطاع، والذي يتركز في الجنوب المكدس بسكانه والنازحين إليه.
وتركز العدوان الإسرائيلي، خلال اليومين الماضيين، على مخيم جباليا للاجئين ومنطقة الشجاعية في شمال غزة، وفي خان يونس وبني سهيلا في الجنوب. وسيطر جيش الاحتلال على معظم طريق صلاح الدين، وهو الطريق السريع الرئيسي بين الشمال والجنوب الذي يمر وسط الشريط الساحلي.
وأمس الأربعاء، دعا جيش الاحتلال سكان خان يونس إلى النزوح من المدينة إلى الجنوب على الحدود المصرية.
وأعلنت السلطات الصحية في غزة، أن 1207 فلسطينيين استشهدوا جراء العدوان الإسرائيلي، منذ انتهاء الهدنة، الجمعة الماضية، وأن 70% من الشهداء هم من النساء والأطفال.
وتشكو مستشفيات غزة من تدفق أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى من المدنيين، وأغلبهم من النساء والأطفال، مع تضاؤل الإمدادات الطبية، في حين أدى توسع الهجوم البري الإسرائيلي إلى الجنوب، إلى وقف أي توصيل للمساعدات الإنسانية إلى المنطقة.
لا مكان آمنًا في غزة
وتقول الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة إنه لم يعد هناك. ووفقًا للأمم المتحدة، فقد ترك 1.87 مليون شخص، أي أكثر من 80% من سكان غزة، منازلهم واضطر العديد منهم إلى الفرار من ملاجئهم عدة مرات لتجنب العدوان الإسرائيلي.
وقال برنامج الغذاء العالمي، إن 97% من الأسر الفلسطينية في المناطق الشمالية من القطاع و83% في الجنوب، أبلغوا عن عدم كفاية الغذاء لديهم، حيث قضى العديد منهم يومًا واحدًا على الأقل دون تناول الطعام.
وذكر البرنامج في تقريره الأخير، أن حوالي 88% من الأسر في المحافظات الشمالية وحوالي 54% في المحافظات الجنوبية، أمضوا يومًا كاملًا وليلة كاملة على الأقل دون تناول الطعام خلال الأسابيع الأربعة الماضية، لأنه لم يكن هناك ما يكفي من الغذاء.
كما أدى نقص غاز الطهي في غزة إلى اعتماد الكثيرين على حرق النفايات والحطب ومخلفات الأخشاب، الأمر الذي يمكن أن يكون له تداعيات صحية سلبية، بما في ذلك ارتفاع مخاطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، وفقًا لبيانات برنامج الغذاء العالمي.
بالإضافة إلى ذلك، يتراوح متوسط مستويات استهلاك المياه النظيفة يوميًا بين 1.5-1.8 لتر للشخص الواحد في جميع أنحاء القطاع، وهو أقل بكثير من الحد الأدنى لمتوسط حجم المياه للشرب والنظافة الشخصية يوميًا وهو 15 لترًا.
الجميع في غزة جائعون
وحذرت رئيسة برنامج الغذاء العالمي سيندي ماكين، من محدودية فرص الحصول على الغذاء والمياه في قطاع غزة، وقالت في بيان أمس الأربعاء: "النظام الإنساني ينهار.. الجميع في غزة جائعون".
بدوره، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، في بيان أمس الأربعاء، إن النظام الصحي في غزة، يقترب من الانهيار التام.
وأضاف في بيان آخر في إشارة إلى مستشفى كمال عدوان في شمال غزة الذي تحاصره قوات الاحتلال: "غزة لا تستطيع تحمل خسارة أي مستشفيات أخرى. هناك مستشفى آخر على وشك الإغلاق".
وأعلنت السلطات الصحية في غزة، أمس الأربعاء، أن أكثر من 100 جثة تنتظر حاليًا الدفن داخل مستشفى كمال عدوان في شمال غزة، الذي تعرض للعدوان الإسرائيلي، في حين أن المستشفى بدون وقود.
الشهداء والجرحى يتدفقون على المستشفيات
وأبلغت منظمة الصحة العالمية عن وقوع 212 هجومًا على الأقل على القطاع الصحي في غزة منذ 7 أكتوبر. ونتيجة لذلك، فإن 14 مستشفى فقط تعمل بشكل جزئي وثلاثة تعمل بشكل محدود في القطاع، بينما خرج 19 مستشفى عن الخدمة، وفق رئيس المنظمة العالمية.
وقالت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، إن مستشفيات شمال غزة لا يمكنها استيعاب العمليات الجراحية، فيما تجاوزت الطاقة الاستيعابية في مستشفيات الجنوب 216%.