متجاهلًا تحذيرات أممية من وضع مروع يتنامى في جنوب قطاع غزة، وسّع جيش الاحتلال من عملياته البرية في خان يونس، حيث يعتقد أنها المعقل الرئيسي لقادة المقاومة، فيما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو محاصرة منزل يحيى السنوار، زعيم حركة حماس، بينما يمارس ضغوطًا للسماح لموظفي الصليب الأحمر بزيارة المحتجزين في القطاع.
مركز ثقل حماس
شرعت فرق جيش الاحتلال الإسرائيلي في المناورة بشكل أعمق، بعد أن بلغت قلب مدينة خان يونس (جنوبي القطاع)، وطوقتها فور اختراق دفاعات حماس، حيث تعتقد أن المدينة الرئيسية بجنوب القطاع، تأوي قادة حماس وهي المعقل الرئيسي لهم.
قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن الفرقة 98 مظلات، "شنّت هجومًا مشتركًا على منطقة مدينة خان يونس، ضد مراكز ثقل حركة حماس" بحسب ما نقلت "تايمز أوف إسرائيل".
أضاف جيش الاحتلال أن قوات لواء "الكوماندوز" إلى جانب لواء "جفعاتي" وصلت إلى وسط خان يونس، ونفذت غارات مستهدفة في قلب المدينة، مما أسفر عن مقتل عناصر من حماس وتدمير البنية التحتية للحركة في المدينة، على حد زعم البيان.
وإلى جانب تدمير 30 فتحة نفق يزعم الاحتلال العثور عليها وتدميرها، يقول إن جنوده استولت على معاقل حماس، وعثرت على أسلحة ومواد استخباراتية، وقتلت العديد من نشطاء المقاومة خلال القتال البري، والغارات الجوية.
4 فرق تريق الدماء في غزة
قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن "الفرقة 98" مظلات تقود الهجوم البري ضد حماس في جنوب قطاع غزة، حيث حاصرت القوات مدينة خان يونس وبدأت العمل فيها.
وبدخول الفرقة سابقة الإشارة، يعني أن 4 فرق تابعة لجيش الاحتلال باتت تقاتل في القطاع، وهي الفرق" 162 و36 و252، والتي تعمل في الجيب منذ عدة أسابيع حتى الآن" بحسب ما نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، نقلًا عن إفادة لجيش الاحتلال.
محاصرة منزل السنوار
وقال "نتنياهو"، في بيان، اليوم الأربعاء، إن القوات الإسرائيلية "تطوق" في هذه اللحظات منزل زعيم حركة حماس يحيى السنوار في مدينة خان يونس جنوبي القطاع، وأن القبض عليه بات " مسألة وقت فقط".
تابع: "منزله ليس حصنه الحصين وهو يستطيع أن يهرب، لكن هذه مسألة وقت فقط حتى نلقي القبض عليه".
على صعيد آخر، أكد نتنياهو أن إسرائيل تمارس ضغوطا للسماح لموظفي الصليب الأحمر بزيارة أكثر من 100 رهينة ما زالوا محتجزين لدى حماس، ومن غير المعروف ما إذا كانت هذه الضغوط مرتبطة بمحاصرة منزل السنوار أم إنها من نوع آخر".
المقاومة تواجه من المسافة صفر
وعلى مسافة صفر في بعض المعارك، واجه مسلحو المقاومة الفلسطينية فرق الاحتلال، واستهدفوا آليات عسكرية وأوقعوا قتلى وجرحى في صفوفه.
بحسب ما أفادت الفصائل الفلسطينية، فإن مقاتليها استهدفوا آليات عسكرية إسرائيلية وأوقعوا قتلى وجرحى في صفوف الجيش الإسرائيلي.
وأعلنت إحداها" على قناتها في "تليجرام"، الأربعاء "استهداف 5 آليات عسكرية بالعبوات وقذائف (اتاندوم) و(أر بي جي)، فضلًا عن خوض اشتباكات مع جنود العدو من مسافة صفر وتأكيد وقوع قتلى وجرحى في محاور التقدم بحي الشجاعية شرق غزة".
وفي إفادات متوالية عبر حسابها على "تليجرام"، أكدت الفصائل استهداف قوة صهيونية خاصة بقذيفة (أو جي) مضاد للأفراد في محيط مسجد الظلال شرق خان يونس، وقصف تجمعات لجنود الاحتلال في محيط منطقة الشيخ ناصر في محور التقدم، وأخرى بمحيط مسجد الظلال شرق خان يونس بوابل من قذائف الهاون، بحسب ما نقلت وكالة (سما) الفلسطينية.
وضع مروع
من جهتها، نددت الأمم المتحدة بتوسيع نطاق العملية البرية الإسرائيلية لتشمل جنوب القطاع، وقالت إنها تغذي وضعًا مروعًا على نحو متزايد للفلسطينيين النازحين للجنوب.
وقال مسؤول بالأمم المتحدة إن العملية البرية تغذي وضعًا "مروعا" على نحو متزايد للفلسطينيين في الجنوب، كما أن الغذاء والماء والدواء ينفد، ولا يجد المدنيون أماكن للفرار بحثًا عن الأمان.
وحذر مسؤول في الأمم المتحدة، يوم الاثنين، من أن توسيع نطاق العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة إلى جنوب القطاع قد يؤدي إلى "سيناريو أكثر رعبا" قد لا تتمكن العمليات الإنسانية من التعامل معه.
وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لين هاستينجز، في بيان، أن هذا التوسع في العمليات البرية الإسرائيلية أجبر عشرات الآلاف من الفلسطينيين الآخرين على البحث عن ملجأ في مناطق تواجه ضغوطًا متزايدة، فيما أحبطت جهودهم للعثور على الغذاء والماء والمأوى والأمان.
وأجبر الاحتلال أكثر من مليون فلسطيني على النزوح من شمال القطاع إلى الجنوب، حيث يشن عملية برية ردًا على هجمات المقاومة في 7 أكتوبر، وقبل أيام، وجه قاطني بعض مناطق الجنوب للنزوح منه تمهيدًا لعمية برية كبرى يستهدف بها معاقل حماس في المنطقة.