الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

العدوان الغاشم.. أهالي غزة يبحثون عن الطعام تحت أنقاض منازلهم

  • مشاركة :
post-title
أزمة قطاع غزة - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

رجل يحمل ستة جالونات من زيت الطهي وهو يكافح من أجل المشي عبر الأنقاض، وفتاتان صغيرتان تركضان تحملان أكوامًا من الورق الأبيض، الذي يستخدم لإشعال النار للتدفئة والطهي، ومجموعة من الرجال يتنافسون للعثور على كيس من الدقيق أو بعض الشاي أو حتى غطاء منسي..

تلك مشاهد من مدينة دير البلح بوسط غزة، حيث دمرت غارة جوية إسرائيلية، الاثنين الماضي، العديد من المنازل والشوارع، وطالت مخبز "البركة" وهو واحد من عدد قليل من المخابز التي لا تزال قائمة في القطاع.

الجوع يطارد غزة

وقال أحد السكان لشبكة "سي إن إن"، وهو يقف خلف حشد من الناس الذين يبحثون عن المساعدات تحت الأنقاض: "نعيش في فوضى"، مضيفًا أن دارًا للأيتام تعرضت للقصف أيضًا.

وقال كامل الراعي، وهو ساكن آخر يعيش في الحي منذ عام 2006 الذي دمر منزله في الغارة، إن "الجوع دفع سكان غزة إلى مثل هذه التصرفات اليائسة. هذا كله بسبب الجوع".

ويحتاج جميع سكان غزة إلى مساعدات غذائية، بحسب برنامج الأغذية العالمي، الذي ذكر أنه في بداية الأزمة الحالية، كانت منظمة الإغاثة تعمل مع 23 مخبزًا. وقالت وكالة الأمم المتحدة على موقعها على الإنترنت إن آخر مخبز كان يعمل معه برنامج الأغذية العالمي تم إغلاقه لأنه لم يكن لديه وقود أو غاز.

وقال إبراهيم دبور، وهو أحد سكان دير البلح، إن "فرن البركة كان يخفف من معاناة الناس بتوفير الخبز الذي هم في أمس الحاجة إليه". مضيفًا أن قصفه يجب أن يتم النظر إليه كعمل إرهابي.

قصف "دير البلح"

وقعت الغارة في دير البلح خلال الليل، بحسب السكان، وبحلول الصباح كان الرجال والنساء والأطفال يحفرون بين الأنقاض، يبحثون بشدة عن الغذاء والإمدادات الأساسية الأخرى.

وأعلن مسؤولون في قطاع الصحة الفلسطينية استشهاد 45 شخصًا على الأقل في غارة جوية على منازل في دير البلح بوسط قطاع غزة. وقال إياد الجابري مدير مستشفى شهداء الأقصى لـ"رويترز"، إن "المستشفى استقبل 45 شهيدًا جراء القصف الإسرائيلي لمنازل ثلاث عائلات".

قصف مناطق نازحين

تأتي هذه الضربات في أعقاب استئناف الهجوم الإسرائيلي بعد انتهاء الهدنة بين الجانبين. وقال الاحتلال الإسرائيلي إن مرحلتها التالية ستشمل كامل المنطقة، بما في ذلك أجزاء من جنوب غزة، حيث يلجأ آلاف النازحين الفلسطينيين الفارين من الحرب في الشمال.

وبينما يستجيب سكان غزة لأوامر الاحتلال الإسرائيلي للإخلاء، يقول الكثيرون إنهم أينما ذهبوا، فإن احتمال الموت يطاردهم سواء كان ذلك بسبب الغارات الجوية أو المجاعة.

وأسقط الجيش الإسرائيلي مرارًا منشورات تهديدية على مدينة خان يونس الجنوبية في الأيام الأخيرة، واصفًا المنطقة بأنها "منطقة قتال" وأمر السكان بالإخلاء فورًا. وقد تم تحديد جنوب غزة منطقة آمنة عندما كان جيش الاحتلال ينفذ عملياته في الشمال، ما دفع أكثر من مليون شخص إلى الانتقال إليه.

تحذير الأمم المتحدة

وفي أواخر أكتوبر الماضي، حذرت الأمم المتحدة من أن النظام قد ينهار حيث كان آلاف الفلسطينيين اليائسين يحصلون على المواد الأساسية مثل الدقيق ومستلزمات النظافة من المستودعات.

وقال توماس وايت، مدير شؤون وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) في غزة، آنذاك: "الناس خائفون ومحبطون ويائسون".

تقع دير البلح وسط القطاع، وهي منطقة تتعرض لقصف إسرائيلي متزايد. كما دعت قوات إسرائيل المدنيين في بعض أجزاء جنوب غزة إلى المغادرة، وأصدرت خرائط رقمية وصفها السكان أنها إما مربكة أو لا يمكنهم الوصول إليها بسبب نقص الكهرباء والاتصال بالإنترنت.