هل أصبح الجمهور العربي غريبًا في المسرح المعاصر، ما وضع المسرح الخليجي في تلك الفترة، وما مشكلات هذه النوعية من العروض؟، كانت هذه القضايا محور نقاش عدد من المسرحيين العرب، خلال الندوة الفكرية التي جمعتهم في النسخة العشرين لمهرجان أيام قرطاج المسرحية، ناقشوا فيها تطوير المسرح في الوطن العربي والخليج.
وطرح في البداية المخرج المسرحي التونسي سامي النصري، تساؤلا حول ما الـذي يؤسس لمفهوم الجمهور فـي المسرح المعاصر؟، وكيف نفهم تحولات المسرح المرتبطة بالفعل المسرحي؟، موضحًا أنه ما زالت هناك هيمنة لجاذبية الرؤية ولحـدود التقبل المرتبط بالعين والذهن عند الجمهور في المسرح المعاصر، قائلًا: "المساحة الغربية تسيطر على مساحة المسرح الحالي وهي تحولات شملت العديد من الأعمال، لكن ما صدى هذه التحولات في مشاهد الجمهور العربي والتونسي للمسرحيات الخاصة بالثقافة الغربية".
"الفن المسرحي من أهم الفنون والأكثر تأثيرًا على الجمهور".. هكذا بدأ الجزائري نواري بن حنيش، حديثه خلال الندوة الفكرية، وقال: "علينا التركيز على العمل المسرحي وعلاقته بالجمهور، انطلاقًا من البيئة التي نشأ فيها مرورًا بالتفاصيل الاجتماعية والاقتصادية والمؤثرات الخارجية عليه، ومراعاة البعد الفكري وقضايا المجتمع وكيفية المعالجة بالتقنيات الفنية والجمالية التي نستقطب بها الشباب للمسرح".
ويرى العراقي رياض موسى، أن علينا الوقوف بشكل جوهري على المشكلات الأساسية التي تواجه المسرح المعاصر، إذ يقول: "لدينا أزمات إنسانية راهنة يجب أن نضعها تحت المجهر، أهمها صناعة الخطاب المسرحي، فالمسرح بدأ يفقد دوره التنويري ويعاني العزلة المجتمعية، لذلك علينا تطوير الخطاب الثقافي والأفكار التي نتناولها في أعمالنا المسرحية لنفتح هذا الحصار ونخلخل المستقرات السائدة".
وتطرق العماني عبدالكريم علي جواد إلى المسرح في الدول الخليجية، مؤكدًا أنه يخطو خطوات بارزة في ظل وجود الهيئة العربية للمسرح، وقال: "قُدم دعمًا كبيرًا للمسرح الخليجي، لكن السؤال هل تحرر المسرح الخليجي في ظل المتغيرات الاجتماعية والثقافية والسياسية؟، وأعتقد أننا نريد أن نحرر الأفكار لنواكب المتغيرات".