كان المسرح المصري حاضرًا ضمن فعاليات مهرجان أيام قرطاج المسرحية، على الرغم من غياب العروض المسرحية من المشاركة في المسابقة الرسمية، إذ انطلقت ثاني فعالياته تحت عنوان "متابعة واقع الجمهور"، بمشاركة المصريين نسرين إبراهيم البغدادي وجمال ياقوت، العراقي فاضل الجاف، الألماني بيتر شبولر، والتونسي محمد إدريس.
المسرح المصري
بدأت الندوة، التي أدارها التونسي محمد المديوني، بوقوف الحضور دقيقة حدادًا على شهداء قطاع غزة، ثم ألقت المصرية نسرين البغدادي، الضوء على تجربة المسرح المصري، مؤكدة أن الجمهور يمثل عنصرًا أساسيًا في العمل المسرحي، قائلة: "علينا أن نتعرف على الجمهور الذي نعرض له العروض المسرحية وتحديد الهدف منها ومدى وصولها للمشاهدين ومدى قدرته على استيعاب ما يُقدم له".
وأكد المسرحي المصري جمال ياقوت، أن نسبة إقبال الجمهور المصري على المسرح قليلة جدًا مقارنة بما تمتلكه مصر من تاريخ كبير في تبني الاتجاهات المسرحية، إذ يقول: "لدينا الكثير من الموهوبين، لذلك علينا تحليل أهم الأسباب التي يمكن أن تشجع الجمهور على حضور المسرح، وكيفية تطويره والعوامل التي تحمسهم للذهاب إليه".
ولم تكن نسبة ارتياد الجمهور المصري للمسرح قليلة فحسب، لكن "ياقوت" أشار لقلة عدد الكليات التي تهتم بتدريس المسرح، مضيفًا أن المسرح الجامعي هو أهم نشاط مسرحي وتعليمي للهواة، ويجب توفير قاعات للهواة وللمسرح وصناع الأعمال المسرحية.
المسرح السويدي
"استراتيجيات تعزيز حضور الجمهور المسرحي في المسارح السويدية".. محور حديث العراقي السويدي فاضل الجاف، الذي قال خلال الندوة: "يحتل المسرح جانبًا كبيرًا من الثقافة السويدية، فهو واحد من مظاهر التراث الوطني السويدي، وقدم كثيرون أعمالًا مهمة فيه تخطت حدود السويد وانطلقت إلى العالم، أبرزهم أوجست سترندبرج، وأنجمار بيرجمان، وهما نماذج ساطعة للإبداع المسرحي السويدي وجسدت أعمالهما تأثيرًا عميقًا.
تحليل الجمهور الألماني
رغبة الألماني بيتر شبولر في توثيق وتقديم تحليل علمي لجمهور المسرح دفعه لعمل استطلاعات على المسرح الألماني وجمهوره، إذ قال: "أجربت استطلاعات حول الجمهور الألماني لمدة 10 سنوات، بهدف معرفة من يرتاد المسرح، وتوصلت إلى أن هناك 300 ألف مشاهد في العام يشاهدون أوبرا باليه، مسرح الأطفال والشباب، مسرح المواطنة وحفلات موسيقية، وهذا المعدل جيد، وعلى جانب آخر تساءلت ماذا عن الذين لا يذهبون إلى المسرح؟، وكيف يجب أن نطور المسرح حتى يكون قريبًا من الواقع، وكيف يمكن أن نثير شغف الذين لا يذهبون إلى المسرح؟".
جمهور المسرح التونسي
وأخيرًا كشف التونسي محمد إدريس عن الحلقات المفقودة لتقديم مسرح ناجح ومؤثر، قائلًا: "يجب أن تتوافق العروض المسرحية مع التيارات الفكرية المختلفة لجمهور المسارح، إذ يمكن للحضور تحديد قيمة العمل المسرحي، وفي المسرح التونسي نعتمد على منظومة الرعاية".