بعد عرض جماهيري لمسرحية "كتاب الأدغال" للمخرج الأمريكي روبرت ويسلون، مساء أمس السبت، في حفل افتتاح أيام قرطاج المسرحية، عقدت إدارة المهرجان مؤتمرًا صحفيًا في مدينة الثقافة التونسية ليعطوا فرصة للجمهور العربي للتعرف عن قرب على كواليس العرض وتحضيراته واستخدام السينوغرافيا المسرحية.
"ويلسون" الذي أعرب عن سعادته الكبيرة بمشاركة عرضه "كتاب الأدغال" في أيام قرطاج المسرحية، اختار في البداية أن يحكي عن حياته وقال: "ولدت في تكساس حيث لا توجد حياة مسرحية، لكن عندما تعلمت الهندسة في إحدى الولايات الأخرى تعرّفت على المسرح، واهتممت بكل ما هو بصري ومرافق للفن، وفي منهاتن بنيويورك تقابلت مع بعض الراقصين والنحاتين والفنانين المهتمين بالأمور البصرية وشكلنا سويا مجتمعًا خاصًا بنا".
صعوبة البدايات
وتابع: "البدايات كانت في مصنع مهجور، إذ لم يكن لدينا أموال، لكننا كنا نملك فضاء للتعبير عن أفكارنا، والعروض الأولى لم تكن في مسارح بل كانت في الشوارع وأماكن انتظار السيارات، فالأرض متاحة لنا، وتعلمنا أن نكوّن صورة للشارع من خلفيات مختلفة، وكل من كانوا يشاركون معنا في العروض من مختلف طبقات المجتمع ويعكسون صورة الواقع".
ويستكمل روبرت ويسلون سرده قائلًا: "بعض الأسماء المشاركة معنا نجحوا في الوصول إلى العالمية وحققوا تقدمات رائعة في المجالات المختلفة للمسرح والسينوغرافيا، إذ كنا ننقل صورة الواقع بشكل صريح، خصوصًا أن الراقص يُحاكي المشاهد بشكل بسيط قريب من الواقع، وليس بغرض الاستعراض".
وأكد "ويسلون" أن التجارب المختلفة التي مر بها خلال مشواره الفني أكسبته الكثير من الخبرات التي استخدمها خلال عرضه "كتاب الأدغال" الذي قرر أن يقدمه بموسيقى تصويرة حية تُحاكي الواقع، وينقل أفكاره من خلال استخدام الآلات الموسيقية مثل البيانو والكمان مع محاكاة الصورة الخاصة بالممثلين والسينوغرافيا.
عرض متكامل
وحرصت الفنانة إلهام شاهين على مشاهدة المسرحية في عرضها الذي أقيم أمس، وعلّقت عليها لموقع "القاهرة الإخبارية" قائلة: "انبهرت بالمسرحية، فهو عرض فني متكامل على مستوى الصورة والصوت، يحمل قصة مهمة قدمها روبرت ويلسون، وكل شخص من الممكن أن يراها بنظرته الخاصة، ورأيت في العمل أن الإنسان قادر على أن يقتل أخيه الإنسان لكن الحيوانات لا تفعل الأمر نفسه مع الحيوان من فصيلته".