وسط احتفاء من الجمهور التونسي أقيمت، اليوم الاثنين، ندوة للإعلامية المصرية هالة سرحان على هامش فعاليات النسخة 20 لأيام قرطاج المسرحية، التي كُرمت في حفل الافتتاح، إذ كشفت عن جوانب من حياتها بعيدًا عن الشاشات، وبدايتها ورؤيتها لتقنية الذكاء الاصطناعي وتأثيره على الفن.
هالة سرحان تحدثت عن مشوارها في المسرح والباليه حتى وصولها إلى الإعلام، وقالت إنها تخرجت في المعهد العالي للباليه، وحصلت على الدكتوراة، قبل أن تلتحق بكلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، بجانب دراستها بالمعهد، وهو ما كان يسبب لها مشكلة في الامتحانات، إذ قالت: "حينما كنت امتحن كانت الأيام تتعارض مع بعضها، لكنني في النهاية كنت أتمكن من التنسيق".
وتابعت: "عندما سافرت للدراسة بالخارج ودرسنا تشريح وفسيولوجي ضمن دراستنا للباليه كان هذا نواة لأن نتعلم ما هو المسرح، حيث ارتبطت بهذا المكان كثيرًا حتى حينما جئت إلى تونس وحضرت مسرحيات أيام قرطاج ودخلت إلى كواليس المسرح عدت بالذكريات لدراستي وأيام عملي في الأوبرا فالمسارح متشابهة".
درست هالة سرحان الإخراج المسرحي في أمريكا، وقررت آنذاك أن تصنع طفرة في هذا المجال بعيدًا عن المعتاد، إذ قالت: "قدمت مسرحيتين هناك وخلطت الحركة المسرحية الباليه والرقص بالغناء، وكانت هذه طريقة معاصرة تستخدم في العشرينيات قبل أن انتقل للعمل كمذيعة، وتنقلت بين المهام حتى وصلت إلى أنني خلقت شكلًا جديدًا للحوار التلفزيوني والتوك شو، وأردت حينها أن يصل صوتي لكل الوطن العربي".
وعن تكريمها في مهرجان أيام قرطاج المسرحية قالت: "اندهشت حينما أخبروني بالتكريم وسعدت للغاية بوجودي هنا بين أبناء تونس الذين أحبهم كثيرًا، كما أنوه بأنني أحب أن يناديني الناس بصحفية لأنها الكيان الكبير الذي يندرج تحته كل شيء ولست إعلامية، وبدأت في التلفزيون المصري كصحفية ثم التحقت بالإذاعة، وانتقلت إلى الفضائيات ليشاهد كل العرب المحتوى نفسه في كل الوطن العربي".
حرصت هالة سرحان خلال الندوة التعليق على العرض التونسي "رهاب" الذي شاهدته في أولى فعاليات المهرجان وقالت: "هو عرض ممتاز، وأعجبني حركة الممثلين واتقانهم للأداء الذي يقدمونه، كما ظهر عليهم الاهتمام بكل التفاصيل رغم صعوبة الأدوار التي يلعبونها، لكنهم قدموا عرضًا أبهرني وتناولوا قضية مهمة بسلاسة".
كما علّقت الإعلامية المصرية على ظهور الذكاء الاصطناعي وسرعة التكنولوجيا وقالت: "أصبح هناك سيولة في المواد الفنية على الإنترنت، على عكس الماضي كان الجمهور يسعى لأن يرى الفن في أماكنه سواء المسرح أو السينما، بينما الآن كل ما يسعى له المشاهد هو مسؤول عنه ويجده بسهولة، وعلينا الآن أن نتعلم كيف نتحدث ونقدم ما يتوافق مع العصر الحالي، ولكن أود التنويه إلى أنه مهما تطورت التكنولوجيا يظل الإنسان هو الإنسان".