أكد وزير الخارجية سامح شكري، خلال اللقاءات التي عقدها، اليوم الثلاثاء، مع قيادات مجلس الشيوخ الأمريكي بواشنطن، على أولوية الدفع بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وتوفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين، وضمان نفاذ المساعدات الإنسانية بصورة منتظمة.
وصرّح السفير أحمد أبو زيد، المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، بأن اللقاءات التي عقدها "شكري" في مستهل زيارته الجارية للولايات المتحدة الأمريكية مع قيادات مجلس الشيوخ الأمريكي، تأتي في إطار الحرص على تعزيز ودعم العلاقات الثنائية بين مصر والولايات المتحدة، والتشاور بشأن الأوضاع في قطاع غزة وعدد من التحديات الإقليمية والدولية.
وأعاد "شكري" التأكيد على موقف مصر الرافض لكافة صور التهجير القسري أو إعادة التوطين للاجئين والنازحين الفلسطينيين خارج أراضيهم.
كما أعرب عن تطلع مصر للالتزام بما صدر عن الإدارة الأمريكية من معارضة لتلك الأفكار التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، ومفاقمة زعزعة أمن واستقرار المنطقة، بما يهدد بتوسيع دائرة الصراع، ويمثل انتهاكًا صريحًا لمقررات الشرعية الدولية، وأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، ويناقض التزامات إسرائيل بصفتها القوة القائمة بالاحتلال.
ونوّه المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية بأن لقاءات وزير الخارجية شملت كلًا من السناتور الديمقراطي "كريس كونز"، رئيس اللجنة الفرعية لاعتمادات العمليات الخارجية بمجلس الشيوخ، والسناتور الجمهوري "تيد كروز" عضو لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس، والسناتور الجمهوري "ماركو روبيو" نائب رئيس لجنة الاستخبارات وعضو لجنتي العلاقات الخارجية والاعتمادات، والسناتور الجمهوري "ليندسي جراهام" زعيم الأقلية باللجنة الفرعية لاعتمادات العمليات الخارجية، والسناتور الديمقراطي "بن كاردن" رئيس لجنة العلاقات الخارجية.
وحرص وزير الخارجية المصري خلال لقاءاته على التأكيد على حرص مصر على الشراكة الاستراتيجية التي تجمعها بالولايات المتحدة الأمريكية في ظل تشعب وتعدد أوجه ومجالات هذه العلاقات، وتميزها بطبيعتها العابرة للحزبين، منوهًا بأن حساسية الأوضاع الإقليمية والدولية المضطربة تظهر أهمية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين والعمل على تعزيزها، وتكثيف كافة صور التنسيق والعمل المشترك بهدف إحلال السلم والأمن في المنطقة
وتطرقت اللقاءات مع المسئولين الأمريكيين لمختلف أوجه التعاون الثنائي بين البلدين، وسبل دفع وتعزيز التعاون الاقتصادي والعسكري، معرباً عن تطلع مصر لاستضافة القاهرة منتدى مستقبل مصر الاقتصادي خلال العام المقبل، بحيث يمثل نقلة نوعية في معدلات التبادل التجاري بين البلدين
وأشاد وزير الخارجية المصري بالتطورات الإيجابية التي تشهدها العلاقات الاقتصادية بين البلدين في ظل تنفيذ مخرجات جولة الحوار الاستراتيجي نهاية عام 2021، وكذا تدشين المفوضية الاقتصادية المشتركة في مايو 2023، بما انعكس على زيادة قيمة التبادل التجاري وتكثيف التعاون في مجال تغير المناخ والاستثمار والطاقة المتجددة.
وأكد عدد من أعضاء مجلس الشيوخ من أعضاء الحزب الديمقراطي على استراتيجية العلاقات الأمريكية المصرية وضرورة العمل على تعزيزها، معربين عن تفهمهم للتحديات المرتبطة بالوضع في قطاع غزة وتأثيره على استقرار المنطقة ودول الجوار.
من جانبهم، أشاد أعضاء مجلس الشيوخ من الجمهوريين بالدور المهم الذي تضطلع به مصر باعتبارها ركيزة الاستقرار في المنطقة، والجهود التي بذلتها خلال الفترة الماضية اتصالاً بالتهدئة وتبادل الأسرى والمحتجزين، معربين عن شكرهم لتسهيل مصر إجلاء المواطنين الأمريكيين من قطاع غزة.