تبقى أحد أهم أهداف المهرجانات الفنية هو تلاقي الثقافات والشعوب، إذ تعد مساحة مهمة للتبادل الثقافي بين صنّاع الفن في العالم، لذلك حرصت شانتيل دجي دجي، مديرة مهرجان السوق الفنية للعروض الإفريقية في كوت ديفوار، على الوجود في تونس لحضور فعاليات النسخة الـ20 لأيام قرطاج المسرحية.
تؤكد "دجي دجي" أن تونس تتعاون مع السوق الإفريقية منذ نحو 13 عامًا، وتقول لموقع "القاهرة الإخبارية": "هناك تعاون فني بين البلدين فالعديد من العروض التونسية تقام لدينا والعكس، وهناك عرض مشارك هذا العام في المسابقة الرسمية قمت بتأليفه، وأنا مهتمة بكل المهرجانات بالعالم، وأحرص على زيارة كل المهرجانات خلال هذه الفترة لخلق تلاقي وتواصل بين الدول والانفتاح على الثقافات الأخرى".
توضح شانتيل دجي دجي تفاصيل مهرجان السوق الفنية للعروض الإفريقية وتقول: "نقيم دورة كل عامين ليكون هناك وقت للمسرحيين المحليين أن يصنعوا أعمالًا جديدة لأن الامر ليس سهلًا، ونحتفل هذا العام بمرور 30 عامًا على إنشاء المهرجان، ولدينا هدف، وهو فتح الثقافات على الشعوب العربية، والتخلص من اعتقادات أن العالم العربي منفصل عن إفريقيا، فنحن نريد خلق جسور وانفتاحات جديدة، حيث سيكون هناك ندوات كثيرة لدينا توضح هذا الغرض، كما استقبلنا 2000 مسرحية للمشاركة في الدورة المقبلة التي تقام في إبريل المقبل، كما أننا لا نقتصر على المسرح فحسب بل نسعى أن تكون هناك فنون أخرى بالمهرجات سواء سينما أو إيقاع وموسيقى وغيرها".
وأكدت مدير مهرجان السوق الفنية للعروض الإفريقية أنها: وضعت في الاعتبار هذا العام مشاركة عروض مصرية في المهرجان، فأنا أحب يوسف شاهين ومصر، والمسرح المصري مختلف بالنسبة لنا، لذلك نأمل أن يوجد معنا عروض مصرية في دورة هذا العام، إذ التقيت خلال فعاليات قرطاج المسرحية مع مدير المسرح التجريبي د.سامح مهران لبحث إمكانية الوجود معنا هذا العام وتقديم ندوة عن المسرح المعاصر.
وضع المسرح الإفريقي
حول وضع المسرح في كوت ديفوار قالت شانتيل: "المسرح في إفريقيا الجنوبية يأخذ مكانة أقل أهمية من إفريقيا الشمالية، فنحن مُقسمون، وكل كتلة لها قضاياها وهمومها الخاصة، ولكن الاحتلال جعل بداخلنا طابعًا مشتركًا وهذا ما نتشابه فيه، ومن حُسن الحظ اليوم أن هناك تشابهًا آخر وهو أننا نسعى للتخلص من الاحتلال الفكري".
وتابعت: "أنا كاتبة مسرحية وموزعة ومبرمجة ثقافية في مهرجانات أخرى، ودائمًا ما نحكى عن مقاومة الشباب في كوت ديفوار والسياسات التي تحاول أن تمحي ثقافتنا الإفريقية".
التمويل
تواجه المهرجانات الفنية صعوبة في التمويل، لكنها مشكلة لا تواجهها "دجي دجي" إذ توضح قائلة: "هذه السوق ممولة من الدولة ويأتي لنا دعم من دول أخرى، لكن لكي يكون المهرجان ناجحًا ومُشعًا على إفريقيا نطمح دائمًا لما هو أفضل، ونحن محظوظون أن وزيرة الثقافة في كوت ديفوار تدعم كل المهرجانات المحلية في ساحل العاج ونحن متمسكون أن نكون أكبر سوق فنية في إفريقيا".