يعتبِر الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، حقيقة أن قواته لا تنسحب حاليًا نتيجة جيدة في حد ذاتها، بدلًا من الهزيمة، وفقًا لمقابلة نشرتها وكالة "أسوشيتد برس"، في حين كان هو وحلفاؤه قد انتقدوا في السابق القيادة العسكرية للبلاد، لوصفها الوضع العسكري بـ"الجمود".
واستخدم الجنرال فاليري زالوجني، قائد القوات الأوكرانية، هذا المصطلح في أوائل نوفمبر؛ مما أثار وابلًا من الانتقادات من كبار المسؤولين المدنيين وتوبيخًا من الرئيس، الذي حث الجنرالات على عدم التورط في السياسة.
وتتناقض التعليقات الجديدة بشكل صارخ مع توقعات القيادة الأوكرانية قبل هجومها المضاد الصيفي، والذي تضمن تعهدات باستعادة شبه جزيرة القرم بسرعة.
ونُقل عن زيلينسكي قوله، عندما سئل عن نتيجة الهجوم المضاد الذي شنته قواته في أوائل يونيو: "انظر، نحن لن نتراجع، أنا راضٍ". ووصفت وكالة "أسوشيتد برس" العملية بأنها "مدعومة بعشرات المليارات من الدولارات من المساعدات العسكرية الغربية، بما في ذلك الأسلحة الثقيلة"، لكنها لم تحقق "الاختراقات المتوقعة".
قدر وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويجو، الخسائر الأوكرانية في الأشهر الستة الماضية بما يتجاوز 125 ألف شخص و16 ألف قطعة من الأسلحة الثقيلة، وزعم أن القوات الأوكرانية فشلت في تغيير الوضع في ساحة المعركة، على الرغم من التعبئة الكاملة ونشر الاحتياطيات الاستراتيجية وإمدادات الأسلحة الغربية.
وألقى الرئيس الأوكراني باللوم في الوضع الحالي على نقص المساعدات الغربية، لكنه أقر بأن كييف تُعاني أيضًا من مشاكل فيما يتعلق بالقوى العاملة.
وأشار الرئيس الأوكراني: "لا توجد قوة كافية لتحقيق النتائج المرجوة بشكل أسرع، لكن هذا لا يعني أننا يجب أن نستسلم".
وفي معرض مناقشة ما إذا كان خط الجبهة الثابت يضغط عليه للتفاوض على اتفاق سلام مع روسيا، قال "زيلينسكي": "لا أشعر بذلك بعد".
هناك حظر قانوني في أوكرانيا على إجراء محادثات مع روسيا طالما بقي الرئيس فلاديمير بوتين في منصبه، بحسب ما أشارت وكالة "رويترز"، وتدفع كييف وداعموها الغربيون بما يسمى "صيغة زيلينسكي للسلام" باعتبارها الأساس الوحيد الممكن للتوصل إلى حل عن طريق التفاوض، ورفضت موسكو الاقتراح مباشرة بعد الكشف عنه العام الماضي، ووصفته بأنه منفصل عن الواقع.
واقترح بعض خبراء السياسة الأمنية، بما في ذلك الأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي، أندرس فوج راسموسن، والقائد الأعلى السابق لحلف شمال الأطلسي في أوروبا، جيمس ستافريديس، ضرورة تجميد الصراع.
وتتلخص الفكرة في منح أوكرانيا بعد ذلك عضوية محدودة في الكتلة العسكرية، مع تطبيق بنود الدفاع المُتبادل فقط على المناطق الخاضعة لسيطرة أوكرانيا.
لكن وزير الخارجية الأوكراني، دميتري كوليبا، رفض مثل هذا الاقتراح عندما سئل عنه على هامش اجتماع مجلس الناتو وأوكرانيا في بروكسل، نافيًا وجود "جمود" في ساحة المعركة.
وبدا أن زيلينسكي يبرر إعادة تقييمه للوضع مع حلول فصل الشتاء رسميًا يوم الجمعة، معلنًا "مرحلة جديدة" في القتال.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، نقلت مجلة "تايم" عن أحد مساعدي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، المقربين أنهم يشكون في سعيه الثابت لتحقيق نصر عسكري على موسكو، وبحسب ما ورد، وصف أحد المصادر في المقال زيلينسكي بأنه "موهوم".
أوجز الجنرال فاليري زالوجني، قائد القوات، رؤيته للوضع على خط المواجهة في مجلة الإيكونوميست، مُشيرًا إلى أنه على الرغم من كل المساعدات الغربية، فمن غير المرجح أن تحقق القوات الأوكرانية "اختراقًا عميقًا"، وأثار هذا التصريح الشك في تأكيدات زيلينسكي، بأن الهجوم المضاد ضد روسيا يتقدم، ويقال إنه أدى إلى زيادة التوتر بين حكومته والقيادة العسكرية في كييف.
وتكبدت قوات كييف أكثر من 90 ألف ضحية خلال الهجوم المضاد حتى أواخر أكتوبر، وفقًا لوزارة الدفاع الروسية.
والثلاثاء الماضي، أصدر "شويجو" تقديرات جديدة للخسائر الأوكرانية لشهر نوفمبر، بنحو 13700 شخص.