مع اقتراب الحرب الروسية الأوكرانية من دخول عامها الثاني، يلعب فصل الشتاء كورقة ضغط موسمية على الجيش الأوكراني وحكومة زيلينسكي، في ظل اشتداد المعارك مع الجانب الروسي.
وبعد حلول فصل الشتاء في أوكرانيا، انقطعت الكهرباء حاليًا عن نحو 400 مستوطنة في 10 مناطق بالبلاد، إلى جانب المناطق التي تسيطر عليها روسيا، إذ لا يحصل ما يقرب من نصف مليون شخص في شبه جزيرة القرم على الكهرباء، بحسب صحيفة "دي تسايت" الألمانية.
وحث هينادي تروخانوف، عمدة مدينة أوديسا الساحلية، السكان على البقاء في منازلهم، وحذرت السلطات المحلية من انقطاع إمدادات المياه بسبب انقطاع التيار الكهربائي.
ونظرًا لبداية فصل الشتاء في أوكرانيا، لفت الرئيس فولوديمير زيلينسكي، انتباه السكان إلى الوضع الصعب، وبشكل خاص للجنود.
وقال زيلينسكي في خطابه بالفيديو: "عندما تكون الظروف صعبة للغاية، يجب علينا جميعًا أن نكون ممتنين بشكل خاص لأولئك الذين يحافظون على الدفاع عن بلادنا".
وضربت عاصفة ثلجية شديدة في البداية ساحل أوكرانيا على البحر الأسود بأكمله وتسببت في مشكلات كبيرة بالعديد من الأماكن.
وبالإضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي في بعض المناطق، انهارت أيضًا حركة المرور على الطرق، في حين اضطرت الأجزاء الوسطى من البلاد في البداية إلى مواجهة البرد والصقيع.
ويزيد الجيش الروسي من هجماته، مستغلًا فصل الشتاء وهو ما دفع الجيش الأوكراني للتحذير من الاستيلاء الجديد على مدينة كوبيانسك الصناعية في منطقة خاركيف.
وقال فولوديمير فيتيو، المتحدث باسم الجيش الأوكراني، إن الروس لم يتخلوا عن نيتهم مهاجمة مدينة كوبيانسك، وفي الأسابيع الأخيرة، تمكنت القوات الروسية من السيطرة على الأراضي في شمال شرق أوكرانيا.
واستعادت القوات الأوكرانية المدينة من القوات الروسية، خلال هجومها المضاد الذي بدأته صيف العام الحالي، الذي يشير المسؤولون الأوكرانيون إلى أنه يسير ببطء بسبب عمليات الصد الروسية.
وفي الأسابيع الأخيرة استعادت القوات الروسية زمام المبادرة في شمال شرق أوكرانيا، وتمكنت من تحقيق مكاسب على الأرض، بحسب مصادر روسية.
ودائمًا ما يعلن كلا الطرفين تحقيق مكاسب على حساب الآخر، منذ اندلاع الحرب بينهما، فبراير 2022، التي لم تفلح جهود الوساطة الدولية في إنهائها حتى اليوم.