كشفت دراسة حديثة في إنجلترا، عن وجود مركبات كيميائية سامة ومُسببة للسرطان في مصادر مياه الشرب بتركيزات عالية؛ ما أثار ذعر الخبراء والمختصين، إذ كشفت نتائج فحوصات أجرتها شركات المياه في إنجلترا، عن وجود مركبات بيرفلورو ألكيل (PFAS) السامة في عينات من المياه الخام والمُعالجة المُستخدمة للشرب في 17 من أصل 18 شركة للمياه في البلاد.
وتُشير الدراسة التي نشرتها صحيفة "الجارديان" البريطانية، إلى أن 398 عينة من مجموع العينات الـ11853 التي خضعت للفحص، احتوت على مستويات متوسطة المخاطر من هذه المركبات، فيما احتوت بقية العينات على مستويات منخفضة ضمن الحدود المسموح بها.
وحذر الخبراء من أن تناول المياه الملوثة بمركبات بيرفلورو ألكيل، قد يسبب العديد من الأمراض الخطيرة، مثل أنواع معينة من السرطانات وأمراض الغدة الدرقية والخصوبة، فضلًا عن تشوهات خلقية في الأجنة.
ودعت جمعية الكيمياء الملكية في بريطانيا، إلى تشديد القيود على المواد الكيميائية من مركبات بيرفلورو ألكيل، وخفض الحد الأقصى المسموح به في المياه إلى 10 نانوجرام لكل لتر بدلًا من 100 نانوجرام حاليًا، ليوائم المعايير الأوروبية.
كما طالبت الجمعية بضرورة فحص هذه المركبات ورصدها بشكل دوري، إلى جانب إنشاء وكالة كيميائية للتعامل مع ملوثات المياه.
فيما يخشى العلماء من وجود المزيد من أنواع هذه المركبات غير المكتشفة في مصادر المياه، ما يستدعي إجراء فحوصات أوسع نطاقًا.
وفي السياق، حثت منظمة "فيدرا" البيئية الشركات على إجراء تدقيق لسلاسل إمداداتها؛ لمعرفة ما إذا كانت تستخدم هذه الكيماويات الخطرة من عدمه، حتى تتمكن شركات المياه من تقييم المخاطر بدقة واتخاذ التدابير اللازمة، وفقًا لما أشارت الصحيفة البريطانية.
ووصفت الدكتورة كلير كافرز، من منظمة "فيدرا" النتائج بأنها "مزعجة للغاية، لا سيما أن حدود المواد الكيميائية المحظورة مثل PFOS أعلى بكثير مُقارنة بأماكن أخرى، رغم ثبوت تسببها في أضرار صحية خطيرة".
وأضافت "إن بقاء هذه الملوثات لآلاف السنين يعني أن تلوث اليوم سيؤثر على الأجيال القادمة، لذا يجب اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الصحة العامة".
بينما أكدت شركات المياه الرئيسة في إنجلترا، التزامها بالمعايير الصارمة المحددة من الجهات الرقابية في مراقبة نوعية المياه، مُشيرة إلى استثمارات ضخمة لتحديث محطات المعالجة والحد من تركيزات مركبات بيرفلورو ألكيل.