بدأ عدد من النشطاء الأمريكيين، من بينهم الممثلة سينتيا نيكسون، إضرابًا عن الطعام أمام البيت الأبيض؛ للضغط على الرئيس، جو بايدن، وحثه على المطالبة بوقفٍ دائمٍ لإطلاق النار في غزة، وزيادة المساعدات الإنسانية للقطاع المنكوب، بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية.
انطلق الإضراب عن الطعام لمدة 5 أيام في أعقاب اليوم الرابع للهدنة الإنسانية من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث أفرجت حركة "حماس" خلال الهدنة عن عشرات الرهائن، بينما أطلقت إسرائيل سراح دفعات من الأسرى الفلسطينيين، معظمهم من النساء والأطفال، ثم مددت الهدنة ليومين إضافيين بوساطة مصرية وقطرية.
وفي مؤتمر صحفي أمام البيت الأبيض، انتقد متحدثون يمثلون مجموعة من الجماعات المؤيدة للقضية الفلسطينية بشدة الرئيس بايدن وكبار مسؤولي إدارته، متهمين إياهم بتمكين القصف والهجوم البري اللذين أسفرا عن استشهاد نحو 15 ألف فلسطيني بينهم أكثر من 6000 طفل، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية.
وقال زهران مامداني، نائب الحزب الديمقراطي عن ولاية نيويورك: "نضرب عن الطعام لكشف تصرفات الرئيس بايدن، فهو الذي يتسبب بقصف الفلسطينيين وتجويعهم، لذلك نحن نتضور جوعًا لنجعل ما يتم محوه في كثير من الأحيان مرئيًا، وهو التجربة الفلسطينية".
أما الممثلة سينتيا نيكسون، العضوة في حزب الاشتراكيين الديمقراطيين الأمريكي، وقدمت نفسها على أنها "أم لأطفال يهود أجدادهم ناجون من المحرقة" وقالت: "في سبعة أسابيع، قتلت إسرائيل من المدنيين في شريط صغير من الأرض عددًا أكبر من الذين قُتلوا خلال 20 عامًا من الحرب في دولة أفغانستان بأكملها".
كما هاجمت "نيكسون" تبرير إسرائيل بأن الضحايا المدنيين ثمن روتيني للحرب، خاصة مع ارتفاع عدد الضحايا من الأطفال إلى 6150، وهو رقم أعلى من مجموع ما قتل من الأطفال في 24 منطقة حرب حول العالم خلال الـ 8 أشهر الماضية.
وختمت دعوتها إلى وقف إطلاق نار دائم بقولها: "أود التوجه إلى رئيس خاض ألم الخسارة المأساوية شخصيًا، أن يتعاطف مع أطفال غزة ويتخيلهم أبناءه، ونحثه على أن تستمر الهدنة الحالية"، في إشارة إلى فقده لأحد أبنائه.
وفي تصريحات لـ"الجارديان"، اتهمت نيكسون إدارة بايدن ببطء ردة الفعل لإنقاذ الأرواح، مُعتبرة عمل إسرائيل غير مُتناسب، وأنها نشرت عواقب حربها ضد فصائل المقاومة الفلسطينية إلى المدنيين.
وستقطع "نيكسون" إضرابها عن الطعام للعودة إلى عملها، بينما سيواصل باقي المضربين اعتصامهم حتى الجمعة؛ للضغط من أجل وقف إطلاق نار دائم في غزة، وسط أنباء عن انقسام في إدارة بايدن بشأن دعم إسرائيل، في مواجهة ارتفاع عدد الضحايا والكارثة الإنسانية التي أدت إلى نزوح أعداد كبيرة من سكان غزة من منازلهم ومعاناتهم من نقص الغذاء والوقود والمياه.
ويوم الجمعة الماضي، دخلت هدنة إنسانية مؤقتة لمدة 4 أيام حيز التنفيذ، تم تمديدها يومين إضافيين، بين حماس وإسرائيل في قطاع غزة، وخلال الأيام الثلاثة الأولى من الهدنة، أطلقت خلالها "حماس" سراح 40 إسرائيليًا، بينهم نساء وأطفال، و18 أجنبيًا، بينما أطلقت إسرائيل سراح 117 أسيرًا فلسطينيًا، بينهم نساء وأطفال.
يتضمن اتفاق الهدنة إطلاق سراح 50 أسيرًا إسرائيليًا من غزة، مُقابل إطلاق سراح 150 فلسطينيًا من السجون الإسرائيلية، وإدخال مئات الشاحنات المُحملة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود إلى جميع مناطق القطاع.