مع استمرار الحرب على قطاع غزة ليومها الـ44، كثُر الحديث عن مستقبل قطاع غزة، وطرح الرئيس الأمريكي، جو بايدن، رؤيته المتمثلة في "إعادة توحيد قطاع غزة والضفة الغربية" في سلطة فلسطينية واحدة، فيما يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لا يتفق معه في هذا الأمر.
في مقال نُشر السبت، بصحيفة "واشنطن بوست"، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إنه يجب "إعادة توحيد قطاع غزة والضفة الغربية" في سلطة فلسطينية، وبنية حكم واحدة، وفي نهاية المطاف في ظل سلطة فلسطينية متجددة، مُؤكدًا استمرار عمل بلاده على مبدأ حل الدولتين.
ولا يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يتفق تمامًا مع الرئيس الأمريكي في تصوره، ففي مؤتمر صحفي السبت، قال إن السلطة الفلسطينية "ليست مؤهلة بشكلها الحالي"، لحكم غزة.
ووجه رئيس الوزراء الإسرائيلي اتهامًا للرئيس الفلسطيني، محمود عباس، بعدم إدانة هجوم حماس، كما أن "بعض كبار وزراء عباس" احتفوا بالهجوم.
وفي مقاله أكد الرئيس الأمريكي، أن "حل الدولتين"، هو السبيل الوحيد لضمان الأمن على المدى الطويل، لكل من الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني، ورغم أنه قد يبدو الآن أن هذا المستقبل أبعد من أي وقت مضى، إلا أنه الأزمة الحالية جعلته أكثر إلحاحًا.
التهجير القسري
وفيما تبدو إسرائيل عازمة على تنفيذ مخطط التهجير القسري، بتدمير كل أشكال الحياة في شمال قطاع غزة، من مبانٍ ومستشفيات ومدارس وغيرها، خرج الرئيس الأمريكي ليقول إنه لا يجب أن يكون هناك تهجير قسري للفلسطينيين من غزة، ولا إعادة احتلالها ولا حصارها ولا حتى تقليص الأراضي.
وهو ما يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لا يتفق معه أيضًا، إذ أكد مرارًا أن إسرائيل يجب أن تبقى على مسؤوليتها العسكرية الشاملة في غزة في المستقبل المنظور.
المستوطنون في الضفة
في ظل ما تشهده الضفة الغربية من حالة غليان، والتي يعيش فيها نحو 3 ملايين فلسطيني، ونحو نصف مليون مستوطن، وتعتبر الأمم المتحدة هذه المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي.
وفي ظل توجه الحكومة الإسرائيلية، لزيادة تسليح المستوطنين، وتشريع القوانين التي تجيز إعدام الفلسطينيين ميدانيًا، خرج الرئيس الأمريكي، ليهدد بفرض عقوبات على المستوطنين الذين يرتكبون أعمال عنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المُحتلة. وأضاف بايدن "لقد أكدت لقادة إسرائيل ضرورة وقف أعمال العنف المتطرفة ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية ومحاسبة مرتكبيها".
وشدد الرئيس الأمريكي على أن "الولايات المتحدة مستعدة لاتخاذ خطوات خاصة، بما في ذلك إصدار حظر على تأشيرات الدخول ضد المتطرفين الذين يهاجمون المدنيين في الضفة الغربية".
دعم غير محدود
وأظهرت أمريكا دعمًا كاملًا لرد إسرائيل على الهجوم الذي تعرضت له في السابع من أكتوبر، وقدمت لها المساعدات العسكرية والمالية، ومع ارتفاع عدد الضحايا الفلسطينيين إلى أكثر من 12 ألف شهيد، أعربت الولايات المتحدة عن قلقها بشأن الضربات، وأثارت التساؤلات حول مستقبل غزة على المدى الطويل.