◄ أتمنى تقديم سيرتها في عمل سينمائي لأنها ظاهرة لن تتكرر
◄ الشحرورة اعتبرت نفسها مصرية وتدين للشعب المصري بالفضل في نجاحها
◄ الابتسامة لم تفارق وجهها في آخر أيامها.. وودعت جمهورها بأغنيتين
صنعت نجوميتها بصوتها العذب وموهبتها الاستثنائية، بجانب شخصيتها المميزة التي لا تشبه أحدًا من أبناء جيلها، فمازال جمهورها في الوطن العربي يتذكر كلماتها ويحفظ مشاهدها، تألقت في مصر ولبنان، لتمتد نجوميتها إلى الوطن العربي، بعد أن قدمت العديد من الأعمال الفنية وصلت حصيلتها إلى 84 فيلمًا و3000 أغنية، على مدار 65 عامًا نجحت في رسم البهجة والسعادة على وجوه وفي قلوب جمهورها.. هي الشحرورة "صباح" التي امتعت جمهورها في العالم أجمع، والتي تحل هذه الأيام ذكرى وفاتها.
حرص موقع "القاهرة الإخبارية"، على التواصل مع المخرجة كلودا عقل، ابنة شقيقة الفنانة صباح، لتروي تفاصيل جديدة عن الشحرورة وكيف كانت علاقتها بأسرتها؟.. بجانب الحديث عن ذكريات آخر أيامها، وتقول كلودا: "نجحت الشحرورة في توحيد الجمهور تحت جناح محبتها من بداياتها في مصر إلى سائر البلدان الشقيقة، فمحبة الجمهور كانت أهم تكريم بالنسبة لها، ورغم أنها نالت العديد من الأوسمة وكُرّمت من الملوك والرؤساء، فإن التكريم الحقيقي لها هو حب الجمهور، لذا كلى ثقة أن صباح لا تزال في قلوب جمهورها ومحبيها بفنها".
وتضيف: "كانت أيامها الأخيرة مليئة بالشغف والاندفاع نحو الفن، إذ إنها في أواخر سنوات حياتها عامي (2010، 2011) قدمت أغنيتين تودع بهما جمهورها، وهما "بدي رضاك، وقد مافيك انبسط بعمرك"، وكانت دائمًا تلبي سهرات فنية واجتماعية وتكريمية، فهي كانت تعشق الناس ودائمًا محاطة بهم، فكان جمهورها عندما يراها يلتفت حولها ليغني أغنياتها الشهيرة مثل" زي العسل، يانا يانا"، فكانت تصنع البهجة أينما حلت، وترافقها الابتسامة المرسومة على وجهها".
وتابعت: "أتذكر لها موقفًا يدل على كرمها وعطائها الدائم، عندما زارها أحد الأشخاص وكانت آنذاك على فراش الموت، وكان هذا الشخص يشكو أنه كثير العطاء على من حوله ولا يجد المقابل، فكان ردها ينبغي عليك أن تشكر الرب على هذه النعمة، وهذا الرد إشارة إلى أنها كانت واعية لآخر نفس في حياتها".
أقدم فنانة في الوطن العربي
اختلفت الشحرورة عن باقي فنانات جيلها وحول ذلك تقول ابنة شقيقتها: "صباح اختلفت عن الجميع ولم تختلف مع أحد، فهي فنانة كانت تتسم بشكل وصوت مميز عن غيرها، فقد أعطت الكثير للفن سواء بالغناء أو التمثيل، وأعتقد أنها أكبر وأقدم مُعمرة بالفن في الوطن العربي، فكانت تشبه الأساطير، وصلت بفنها إلى المحافل العالمية وأعتقد أنها ظاهرة لن تتكرر".
وتضيف: "كانت أيقونة للشجاعة والقوة والذكاء وكذلك التفوق على الذات فكانت تتخطى الضعف وهذا ما تعلمته منها، فهي مدرسة بفنها وإنسانيتها وكرمها، فكانت بالنسبة لي رمز مشع للحياة".
مصر بلدها الثاني
كان للفنانة الراحلة علاقة قوية ووطيدة بشعب مصر ونجومه، إذ قالت ابنة شقيقتها: "بدأت علاقة صباح مع مصر منذ أول فيلم قدمته عام 1944 ولم تنته هذه العلاقة، فكانت تعتبر نفسها مصرية وأن مصر بلدها الثاني، وأنها من أهل البيت كما يقولون، والمصريون رحّبوا بها وكرّموها بمحبتهم ووقفوا بجانبها منذ البداية حتى حققت نجاحًا كبيرًا، لدرجة أنها كانت تقول "لدي ولاء كبير لمصر وشعبها ولهم الجميل في هذا النجاح الكبير، ومعظم ذكرياتي الجميلة في هذه البلد ومع شعبها".
وتضيف: "كان من أصدقائها المفضلين في مصر، الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب الذي كان قريبًا منها للغاية، فكانت تأخذ منه النصيحة وتتمتع بعلاقة قوية معه لأبعد الحدود، وكذلك الموسيقار فريد الأطرش والفنان عبد السلام النابلسي، وغيرهم فكان لديها خليط من الأصدقاء في كل الوطن العربي، وكانت علاقتها طيبة مع الفنانة فيروز وتكن لها كل الاحترام والتقدير".
سيرة ذاتية في السينما
حياة الفنانة الكبيرة صباح مليئة بالأحداث والنجاحات ما جعل ابنة شقيقتها المخرجة كلودا عقل ترغب في تقديم سيرتها الذاتية في عمل سينمائي، وحول ذلك تقول: "مضي أكثر من عشر سنوات على مسلسل "الشحرورة" الذي قدّم عن الفنانة صباح وتم إنجازه على عجل، فلم يقدم سيرتها بشكل متكامل، ولم يتطرق إلى سيرتها بشكلها الحقيقي، لذا حلم حياتي أن أقدم سيرتها في عمل سينمائي، ويكون ملئ بالأحداث الحقيقية الموثقة بالرسائل والصور والأرشيف والوثائق التي تؤكد حقيقتها، وهذا ما فعلته في كتابي الأخير وأتمنى يومًا ما أن يتحقق هذا الحلم لأنها أسطورة في الفن والتاريخ يشهد على ذلك".