لم نقدم نهاية روتينية بزواج البطل والبطلة أو انتقام السماء من الشرير
مسلسل "زينهم" يمنح فرصةإثبات وجود لجيل كامل
أحاول الحفاظ على روح إحسان عبدالقدوس في " إمبراطورية ميم"
حقق المسلسل المصري "صوت وصورة" العديد من ردود الفعل الإيجابية، عقب عرض آخر حلقاته أخيرًا، إذ شهد العمل على مدار حلقاته الثلاثين تفاعلًا واسعًا في الوطن العربي لما يتضمنه من خطوط درامية مشوقة، إضافة إلى اللغز الذي أثار جدلًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي "من قتل عصام الصياد؟"، إلى أن تم حل اللغز بشخص غير متوقع، وهو "وليد" الذي جسّد دوره الفنان الشاب أحمد ماجد، شقيق المحامي "لطفي" الذي جسد شخصيته الفنان صدقي صخر.
مؤلف العمل الكاتب المصري محمد سليمان عبدالمالك في تصريحات لـ موقع "القاهرة الإخبارية" قال: إنه فوجئ بردود الفعل على العمل، خصوصًا أنه يُعرض خارج شهر رمضان الذي يتسم بارتفاع نسب المشاهدة، قائلًا: "أهتم أكثر بردود الفعل التي أتلقاها من الجمهور في الشارع لأن السوشيال ميديا في بعض الأحيان تكون ردود فعلها غير حقيقية، وهو بالصدفة ما يتحدث عنه المسلسل أيضًا، أن ليس كل ما تتناوله السوشيال ميديا يكون حقيقيًا، لكن ردود فعل الشارع غير قابلة للتزييف وبالفعل فاقت كل توقعاتي".
حملة ممنهجة
على الرغم من النجاح الذي حققه العمل على مدار الـ30 حلقة، لم يشعر فيها الجمهور بالملل، لكن البعض وجد أنه كان من الممكن تقليلهم إلى 15، وحول ذلك يقول محمد سليمان: "بالطبع أحترم رأي كل شخص، لأن الناس اعتادت مشاهدة الأعمال السريعة "التيك أواي" التي تتكون من 3 و7 و10 و15 و20 حلقة، خاصة تلك التي تُعرض خارج الموسم الرمضاني، في حين أن المسلسلات المكونة من 30 و60 و90 حلقة سواء كانت مصرية أو عربية أو تركية لها جمهور موازي خاص وطبيعة موضوعاتها مختلفة عن تلك التي نطرحها في "صوت وصورة"، والحقيقة أنني أرى أن الأعمال ذات الـ30 حلقة هي الأنسب، والدليل على ذلك أن الجمهور تابع أحداث "صوت وصورة" حتى النهاية دون ملل، لأنني استطعت ربط جميع الخطوط الدرامية".
وأضاف: "بعض التعليقات التي كانت سلبية أراها حملات ممنهجة ضد المسلسل لا أعرف من ورائها وما أسبابها، وهو ما ظهر بوضوح من خلال طريقة التعليقات المكررة، التي تكون ثابتة وفي النهاية كل من لديه رأي سلبي أو إيجابي حقيقي نحترمه جميعًا، لا سيما أن بعض التعليقات كانت تهدف إلى أن نشر العمل الأفضل له عدد حلقات أقل، لكنني أرى عكس ذلك إذ إنني حافظت على المشاهدين حتى الحلقة الأخيرة، وفي النهاية ليس مسلسل جريمة أو البحث عن من القاتل، لكنه أهم وأكبر وأعمق من ذلك، فنحن تناولنا حياة الشخصيات وقضاياهم من خلال القالب البوليسي التشويقي، وبالتالي اختصاره في معرفة من القاتل فقط في حلقات قليلة هنا سيكون عملًا سطحيًا وتافهًا".
مصير الشخصيات
حققت الحلقة الأخيرة من العمل الذي تلعب بطولته حنان مطاوع، نجلاء بدر، وليد فواز، وإخراج محمود عبدالتواب، في أولى تجاربه الإخراجية التلفزيونية، العديد من ردود الفعل الجيدة، لكن الجمهور تساءل عن نهاية بعض الشخصيات، التي جاءت نهايتهم مفتوحة، مثل شخصية "نرمين" التي جسدتها الفنانة نجلاء بدر، شخصية "سعاد" التي جسدتها الفنانة فدوى عابد، شخصية "ماجدة" وتجسدها الفنانة ناردين فرج، إضافة إلى نهاية قصة "لطفي" و"رضوى" صدقي صخر، وحنان مطاوع، إذ توقع الجميع أن تنتهي بالزواج، حول ذلك يوضح "عبد المالك": "العمل يحمل طابعًا حقيقيًا وواقعيًا، ولا نصنع مسلسلًا دراميًا نهايته متوقعة روتينية وهو زواج البطل والبطلة أو تحقيق انتقام السماء من الشرير، لكننا قدمنا عملًا يحمل العديد من الخطوط الدرامية باشتراك عدد كبير من الشخصيات، منهم من انتهت رحلته مبكرًا، مثل "نرمين" و"ماجدة" في الحلقة الـ28، ومنهم من انتهت رحلته في آخر حلقة مثل "عبدالغني" و"لطفي" و"رضوى"، لذا ليس شرطًا أن تكون نهايتهما الزواج، لكنها كانت بداية قصة حب، وآخرون انتهت رحلتهم في الحلقة الـ29 مثل "سعاد" لأنها استكملت حياتها في مسار آخر خارج نطاق الأحداث، وبالتالي التناول الواقعي للمسلسل هو الذي لم يجعل بعض الشخصيات تكمل حتى الحلقة الـ30، وفي رأيي أن مثل هذه التعليقات أعتبرها تناقضًا وهو كيف هناك من يرى أن العمل حلقاته طويلة في حين أنهم يتساءلون لماذا انتهت رحلة بعض الأبطال مبكرا!".
وتابع: "في النهاية أحترم كل الآراء سواء سلبًا أو إيجابًا لأنه ليس هناك عمل كامل، واجتهدنا لتقديم مسلسل خارج موسم رمضان، لكن بنفس مواصفات العمل الرمضاني".
اختيار فريق العمل
قدّم المسلسل العديد من الفنانين في أدوار البطولة ونجحوا فيها عن استحقاق، مثل حنان مطاوع ووليد فواز وصدقي صخر وأحمد ماجد وغيرهم، خصوصًا أنه تم ترشيح غيرهم من قبل، إذ قال "عبد المالك": "اختيار هؤلاء الفنانين ليس مجازفة، وفي رأيي كل ممثل في العمل هو الأنسب على الإطلاق، مع احترامي لجميع الترشيحات السابقة فكلهم فنانين كبار، وكل فنان في العمل أحب الدور وتفاعل معه وأعطاه من طاقته ولذلك كلهم أبدعوا في عمل صُنع بحب، وكل فنان أعطى لمسة من إبداعه الشخصي في دوره ويعتبر بمثابة خطوة مهمة في مشواره التمثيلي، فهناك مسؤولية كبيرة على عاتق المخرج محمود عبدالتواب، الذي نجح في قيادة هذه المجموعة الكبيرة من الفنانين واستخراج أفضل ما لديهم".
وأضاف: "أما بالنسبة لبطلة العمل الفنانة حنان مطاوع فهي لم تكن المرشحة الأولى له وتم ترشيح فنانة أخرى، لكن لظروف انشغالها وكانت خارجة عن إرادتها لم يحدث اتفاق حتى وقع الاختيار على حنان مطاوع، التي كانت من وجهة نظري الأفضل لدور "رضوى" وتوحدت مع الشخصية كثيرًا حتى في مشاهد بكائها ووجعها جعلت المُشاهد يتعايش مع الأحداث كلها، وهكذا الفنان صدقي صخر في دور "لطفي" أبدع فيه فهو ممثل مميز وأمامه مستقبل مبهر لأنه قدم الدور بصدق شديد وجسد دور المحامي بشكل بعيد عن النمطية واستطاع وضعه في منطقة بمفرده".
زينهم
يخوض المؤلف محمد سليمان عبدالمالك تجربة درامية جديدة أخرى بدأت عرض أولى حلقاتها أخيرًا من خلال مسلسل "زينهم"، المأخوذ عن كتاب "أصدقائي الموتى شكرًا" للأديب محمد حسن جاب الله، وقال: "العمل مأخوذ من الكتاب، والكاتب هو طبيب شرعي ويروي قصصًا حقيقية شاهدها بنفسه وتفاعل معها، وعندما جاءت لي فكرة عمل عن مشرحة وطبيب شرعي في إطار لايت كوميدي، اقترحت على الجهة المنتجة الاستعانة بهذا الكتاب كمرجع للقضايا التي نناقشها، لكن البناء الدرامي للشخصيات وللعالم وتفاعل الشخصيات مع بعضها، كل ذلك من تأليفي أنا والورشة التي أتعاون معها، والدمج بين القضايا الحقيقية والعالم الخيالي الذي يقدمه "زينهم" وباقي الشخصيات بخوض عدد كبير من القضايا، فهذا التحدي الحقيقي الذي أراهن عليه".
سنة أولى بطولة
مسلسل "زينهم" هو البطولة المطلقة الأولى للفنان أحمد داود، بالتعاون مع كريم قاسم وسلمى أبو ضيف، ما يجعل البعض يراه مجازفة، لكن لدى مؤلف العمل وجهة نظر أخرى، قال: "هذه فرصة جيل كامل ليأخذ خطوات للأمام، ويثبت وجوده ويستطيع تصدر الأفيش بأنهم أبطال، خصوصًا أنه يشاهده العديد من الأجيال وتحديدًا الشباب، وبالتالي اختيارهم كان مختلفًا، وهم على قدر كبير من التحدي وهو ما ظهر بوضوح في ردود الفعل الإيجابية على الحلقات الأولى".
إمبراطورية ميم
يخوض محمد سليمان عبدالمالك تجربة تلفزيونية مهمة في الموسم الرمضاني المقبل، مسلسل "إمبراطورية ميم"، بطولة خالد النبوي، المأخوذ عن رواية إحسان عبدالقدوس وتحمل الاسم نفسه، وسبق تقديمه في فيلم للفنانة الراحلة فاتن حمامة.
وأكد محمد سليمان عبدالمالك أن التجربة تمثّل تحديًا كبيرًا لأنه مأخوذ عن رواية لكاتب كبير وتم تقديمه في فيلم "إمبراطورية ميم" عام 1972، بطولة فاتن حمامة وأحمد مظهر، وتربى عليه العديد من الأجيال، وبالتالي هذه مسؤولية كبيرة وصعبة نسير فيها بعناية شديدة، إذ سيتم تناول الأحداث بشكل عصري وأكثر ما يهمني هو الإنسان والعلاقات الإنسانية ويشغلني حب الجمهور للشخصيات والتوحد معها ومعايشتها من أول حلقة حتى النهاية، كما نحاول الحفاظ على روح إحسان عبدالقدوس لأنه كاتب مهم.