دائمًا ما تضع الفنانة المصرية نجلاء بدر نفسها في تحديات صعبة تثبت من خلالها قدراتها الفنية الكبيرة، لتفاجئ الجمهور في كل مرة بدور مميز يؤكد أنها باتت في مرحلة متقدمة من التميز، إذ تضع نصب أعينها مواصفات محددة لقبول الدور أهمها أن يحقق لها نقلة جديدة في مشوارها الفني، وهو ما بدا واضحًا من خلال شخصية "نرمين" التي جسدتها ضمن أحداث مسلسل "صوت وصورة" الذي يعرض حاليًا.
ضحت "نرمين" وهي الزوجة والأم، بكل شيء من أجل أولادها ومستقبلهم، وهو ما تطلب جهدًا ملحوظًا سواء في تجسيد الدور أو المرحلة التي سبقته، وهي التحضير له، ليحمل الدور في كل المشاهد مصداقية شديدة حققت ردود فعل جيدة لدى جمهور الوطن العربي.
تؤكد نجلاء بدر لموقع "القاهرة الإخبارية" أنها رغم حرصها على خروج الدور بشكل مميز، لكنها في الوقت نفسه فوجئت بردود الفعل على شخصية "نرمين"، على المستويين الجماهيري والنقدي، ما أسعدها، رغم الظروف المحيطة والصعبة التي يتعرض لها الشعب العربي بسبب تأثره بما يحدث في فلسطين من احتلال صهيوني، لكن العمل حاز على نسبة مشاهدة جيدة، لأنه عمل جاد يحترم عقل المشاهد، وتم تقييمه بالطريقة الصحيحة التي يستحقها.
نرمين تخوفت من المواجهة رغم إحساسها بالخيانة
قدمت نجلاء بدر العديد من المشاهد الصعبة من خلال شخصية "نرمين" كان من بينها مواجهتها مع زوجها "عصام الصياد" الذي جسّد شخصيته الفنان المصري مراد مكرم، ومنها مشهد اعترافه لها بخيانتها، والتحرش بـ"رضوى" التي جسدت شخصيتها الفنانة المصرية حنان مطاوع.
وكشفت نجلاء كواليس المشهد قائلة: "هذا المشهد كان من ضمن المشاهد التي حملت لغطًا منذ قراءة السيناريو، فقد سألت المؤلف هل "نرمين" تعلم بخيانة زوجها لها أم لا؟.. خاصة أنها ذهبت إلى "رضوى" لتقايضها بالتنازل عن محضر التحرش الذي أجرته ضد زوجها، فوصلنا في النهاية إلى أن "نرمين" تشك في خيانة زوجها لكنها لا تملك الدليل ولا تريد التفتيش وراءه لأنها ترفض مواجهة هذه الحقيقة، ووجدت أنها حالات موجودة بالفعل في المجتمع العربي، وحتى لو يفعل ذلك فهي لا تريد معرفة ذلك، وهذا نوع من الاستنكار، وبالتالي اعتبره مشهدًا صعبًا للغاية، إذ تم تصويره على مرتين وجعلنا الشخصيات تفرض نفسها خلال الأحداث لأنني كفنانة أرفض السيطرة على الشخصية التي أجسدها وأتركها تخرج ما بداخلها بتلقائية وهذا يصنع بعض الارتجال في الجمل الحوارية".
الشخصية رفضت تشويه صورة زوجها أمام أولاده رغم خطأه
على الرغم من علم "نرمين" بخيانة زوجها وتأكدها من ذلك، لكنها حزنت عليه بعد قتله، وبات لديها إصرار على معرفة الجاني، ما جعل الجمهور يراها شخصية متناقضة، وحول ذلك توضح نجلاء: "هي ليست شخصية متناقضة، بل حزينة على نفسها أكثر من حزنها على زوجها، كما أنها لا تريد تشويه صورته أمام أولادهما حتى لا يتحطمون نفسيًا أكثر، خاصة بعدما خاضت مواقع التواصل الاجتماعي في سمعته، وبالتالي إذا ما ظهرت الحقيقة سيتم تدمير العائلة، لذا وجدت أنه من الأفضل أن يدفن سره معه حتى تظل سمعتها وسمعة أولادها جيدة أمام الناس".
وتابعت: "هذا العمل يخاطب السوشيال ميديا لأن من يخطئ يُفضح سريعًا، ويصبح موصومًا بالعار لنفسه وعائلته، وحتى لو أخطأ شخص خطأ بسيطًا فالسوشيال ميديا تضخم الموضوع وتجعله كبيرًا".
أترك نفسي للشخصية تحركني حسب الأحداث
تطلبت شخصية "نرمين" التحضير كثيرًا لأنها مرت بالعديد من المراحل الصعبة، نظرًا لأنها شخصية مركبة، لكن نجلاء بدر كان لها رأي آخر، إذ أشارت إلى أنها لا تفضل التحضير للمشاهد كثيرًا، بل تترك نفسها للشخصية تحركها حسب الأحداث وطبيعتها وإحساسها، وهناك شق كبير لدى مخرج العمل محمود عبد التواب الذي ساعدها كثيرًا في تفاصيل الشخصية وإخراجها بشكل حقيقي، وهو أمر بالفعل عليه عامل كبير في نجاح العمل وأداء جميع الشخصيات، خاصة نبرة صوت "نرمين" في بعض المشاهد وكيفية توظيف الفنان لصوته في المشهد طبقًا للشخصية التي يجسدها وليس للفنان.
أمارس الأمومة في أعمالي الفنية
لم تعش الفنانة نجلاء بدر إحساس الأمومة في الواقع، لكنها رغم ذلك استطاعت تقديم مشاهد الأمومة مع أولادها في العمل بطريقة مميزة حازت على إعجاب الجميع، وأوضحت نجلاء قائلة: "أنا لست أمًا في الحقيقة، لكنني أملك طاقة أمومة كبيرة، وذلك لأن ربنا خلق المرأة تملك غريزة الأمومة، وأحمد الله على كل شيء، وأعوّض ذلك بممارسة الأمومة من خلال الأدوار الفنية التي تُعرض عليّ، وأنا مستمتعة بذلك، فالفنان دائمًا يقدم الشخصيات التي لا يعيشها في حياته الشخصية وعلاقتي دائمًا بالأولاد الذين أجسد دور والدتهم تكون حقيقية في اللوكيشن لدرجة أنهم يقولوا لي "ماما" بالفعل؛ لأنني أقدم المشاعر بصدق، وأحب حنية الأم على أولادها وأمارسها مع قططي في منزلي وأولاد صديقاتي وأشقائي".
أطالب بوضع قوانين صارمة للسيطرة على الذكاء الاصطناعي
يناقش العمل العديد من القضايا المهمة ومنها قضية الذكاء الاصطناعي والأضرار التي يتسبب فيها، وأوضحت نجلاء رأيها فيها قائلة: "الذكاء الاصطناعي يعتبر كارثة حقيقية عالمية بكل المعاني ولا بد من طرح قوانين تقننه ومنع استخدامه بدون حق؛ لأنه يتسبب في العديد من المصائب وليس فقط جريمة قتل، فهو يستطيع تشويه السمعة واستخدام الشخص دون علمه، سواء بصوته أو بهيئته، خاصة على الشخصيات العامة التي لها تأثير كبير على الرأي العام، فلا بد من وضع قوانين صارمة وتشريعات ومناقشتها للسيطرة عليه".
ما يحدث في فلسطين لا يحتمل
"أنا حزينة وقلبي موجوع على ما يحدث في فلسطين، وأشعر بوجع كل فرد فقد عائلته خاصة الصغار الذين قتلوا دون سبب.." بهذه الكلمات أكدت نجلاء بدر حزنها الشديد على ما يحدث في فلسطين من الاحتلال الصهيوني، إذ قالت: "ما يحدث هناك لا يحتمله أي عقل أو قلب، فهذا الدمار لم يحدث من قبل، وليس للأطفال أي ذنب، فأصعب شيء القتل والدمار دون رحمة، ونحن ندعم أشقاءنا ولن نتركهم مهما حدث".
وتابعت قائلة: "على الرغم من الظروف الصعبة التي نمر بها ولكن لا بد من أن تسير عجلة الحياة، فكل فنان وكل شخص لديه التزامات لا بد من أن يوفيها كاملة، وهناك العديد من الفنانين أجورهم ضئيلة وبالتالي حياتهم تقف على الدور الذي يجسدوه مرة في العام، وبالتالي لا يجوز إهانتهم لأن المصانع والوظائف الحكومية تسير ولا يوجد شيء توقف، فالفلسطينيون في قلوبنا".