الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

وليد فواز: تغلبت على "الجُبن الفني" في "صوت وصورة"

  • مشاركة :
post-title
وليد فواز

القاهرة الإخبارية - إيمان بسطاوي

أضعت فرصًا وأدوارًا مهمة خشية كراهية الجمهور لي

تعمدت زيادة وزني لتقديم شخصية "عبد الغني".. والحلقات الأخيرة ستشهد تعاطف الجمهور معه

أنا شخص "مزاجي" وأعمل ما أقتنع به.. وغيابي كان بإرادتي

لمست شخصية "عبد الغني" التي جسدها الفنان وليد فواز في مسلسل "صوت وصورة" قطاعًا عريضًا من الجمهور، ولاقت نجاحًا كبيرًا رغم ما تحمله من صفات وتناقضات بشرية، وانتقاد الكثيرين لها، لكنها كانت سببًا في ترك بصمة وعلامة عند الجمهور.

يؤكد وليد فواز في حواره مع موقع "القاهرة الإخبارية" أنه لأول مرة في مشواره يتغلب على مخاوفه من كراهية الجمهور له، ويوافق على تقديم هذه الشخصية بعدما كان يعتذر عن العديد من الأعمال من قبل، إذ يقول: "اكتشفت أنني خسرت أدوارًا وأعمالًا مهمة جدًا بسبب الخوف الفني أو "الجُبن" الفني".

تطرق وليد فواز، إلى أبعاد شخصيته في المسلسل وأنه تعمد زيادة وزنه ليبدو بهذا الشكل، كما تحدث عن تأثير الذكاء الاصطناعي، وأسباب غيابه عن الساحة، وغيرها من التفاصيل في هذا الحوار.

كيف لمست رد فعل الجمهور حول المسلسل؟

رد فعل الجمهور حول العمل أشعرني بنعمة ربنا علينا جميعًا وكان كرمًا كبيرًا منه، إذ لمست التفافًا جماهيريًا حول العمل في الواقع وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، ويظل معيار ومؤشر النجاح الحقيقي بالنسبة لي هو الشارع وتفاعله مع العمل، وعندما أكون في أي مكان مع الناس أجدهم ينادونني باسم الشخصية "عبد الغني"، وسط تساؤلات كثيرة من البسطاء حول القاتل وتعجبهم من تصرفي مع "رضوى" التي تجسدها الفنانة حنان مطاوع.

انتقد البعض تخلي "عبد الغني" عن زوجته "رضوى".. ألم تتخوف من كراهية الجمهور لك؟

كل عوامل المسلسل شجعتني على خوض هذه التجربة، سواء وجود مخرج ومؤلف قوي وبطلة عمل أحبها جدًا، ودعيني أؤكد أنني في السابق كان يعرض علىَّ أدوار جميلة جدًا، وكنت أعتذر عنها لأنني أخشى أن يكره الجمهور الشخصية، لكني اكتشفت أنني خسرت أدوارًا وأعمالًا مهمة جدًا بسبب الخوف الفني أو "الجُبن الفني"، لأن أحيانًا يكون هناك خوف وجُبن خشية كراهية الجمهور فيضيع منه كنوز فنية مكتوبة بحرفية، وعندما أراد الله أن أقدم دور "عبد الغني" في مسلسل "صوت وصورة" وجدت تحديًا كبيرًا، فالجمهور رأى موقفه بأنه تخلى عن زوجته بينما "عبد الغني" لديه فلسفته الخاصة ومنطقه، فهو ابن المجتمع المصري من محافظة الشرقية ولديه عادات وتقاليد مع اتفاقنا أو اختلافنا معها، إذ يحرص دائمًا على سمعته وألا يتحدث أحد عنه وكان يعتبر ما فعلته زوجته بالحديث عن محاولة شخص آخر التحرش بها هو "فضيحة له"، على الرغم وقوع "رضوى" كضحية، وكان يريد منها ألا تفضح أمره حتى لا تسبب له الحرج أمام الناس، فهو رجل شرقي ولديه بنت ولا يريد فضائح أو يكون حديث الناس، فهو شخصية جبانة وضعيفة، واعتبره الجمهور "ندلًا" بينما هو يعرف أنه "جبان" وهذا ظهر في مشهد بينه وزوجته رضوى.

كما أن " عبد الغني" لديه استحقاق غير مبرر، فهو يرى أن من حقه أن تعمل زوجته وتساعده في البيت والمصاريف، فكل هذه المداخل جعلتني أغوص في أعماق الشخصية وقمت بتحليلها وهو ما ساعدني في تقديمها، ودفعتني أيضًا إلى زيادة وزني.

شخصيته في مسلسل صوت وصورة
ما السبب وراء تعمد زيادة وزنك؟

عبد الغني ابن الطبقة الوسطى أو ربما أقل منها، هو شخص مديون ودخله ليس في أفضل حال ولم يطور من نفسه، ويعيش هذا الرجل في المطحنة اليومية مثل "الثور في الساقية" كما يقولون من أجل قوت يومه، فليس لديه الوقت لممارسة الرياضة والحفاظ على جسمه رشيق ورياضي، وهو يعتبر تناول الأكل الصحي وممارسة الرياضة رفاهية، فكل هذه المداخل النفسية ساعدتني في الدخول للشخصية، وهناك شيء مهم وهو رؤيتي وتحليل للنص عمومًا، وعمل مناقشات مع صنّاع العمل والوصول لصيغة تفاهم مشتركة حول تقديم الدور على أفضل شكل.

بالعودة لما ذكرت عن الأعمال التي خسرتها بسبب ما أطلقت عليه "الجُبن الفني" خشية كراهية الجمهور.. ما هي؟

ليس عملًا واحدًا ولكن أعمالًا وفرصًا كثيرة عُرضت ونجحت جدًا بشكل لا يمكن تخيله، الممثل أحيانًا يكون لديه "جُبن فني" يخشى من كراهية الجمهور له، وبدأت أتشجع وقدمت هذا الدور الجريء، وهناك ممثلون يخافون تقديم هذه النوعية من الأدوار لأنها صعبة، ورغم كراهية الجمهور لشخصية "عبد الغني" ولكن هناك قطاعًا عريضًا منهم متفاعلًا معه ويتابعونه، كما أن الجمهور ضاق به، بل و"يضحك عليه" في الوقت نفسه، وهذه معادلة صعبة، إذ إن عبد الغني لديه "لزمات" في كلامه وصفها الجمهور بأنها كوميدية، في حين أنني لم أقصد أن تكون كوميدية، فرغم كل نقائصه إلا أنه نال إعجاب الجمهور.

وليد فواز وحنان مطاوع في كواليس العمل
هل رأيت نماذج في الحياة تشبه الشخصية التي جسدتها؟

طوال الوقت أجد من يشبه عبد الغني، فهو نتاج نماذج عشرات الأشخاص، وأنا رأيته بشكل واضح، بحكم أنني ممثل فقمت بصهر ودمج ما رأيته من نماذج في هذه الشخصية.

كما أن عبد الغني مختلف تمامًا عن شخصيتي، ولكن هناك ميزة في شخصيته ربما لم تظهر بشكل واضح للجمهور، وهو أنه ضعيف أمام ابنته وهو ما سيظهر في الحلقات الأخيرة، ستظهر جوانب أخرى من شخصيته سيتعاطف معها الجمهور، فهو ليس شريرًا، ولكنه إنسان يحمل نقائص وإيجابيات بكل ما به من تناقضات.

وكيف رأيت العمل مع حنان مطاوع؟

ممثلة موهوبة ونجمة لامعة وهي إنسانة فوق كل شيء، وسعدت بالشغل معها وهذه ليست أول مرة أعمل معها ولكن ربما تكون لأول مرة يجمعنا عددًا كبيرًا من المشاهد سويا.

العمل يلقي الضوء على الذكاء الاصطناعي.. كيف ترى تأثيرات التقنيات التكنولوجية الحديثة في الحياة وإيجابياتها وسلبياتها؟

الذكاء الاصطناعي نتاج طبيعي وتلقائي لتطور الزمن، ونتيجة حتمية للتطور التكنولوجي، فهل سيدخل في عمل الفن؟.. نعم سيدخل، وبدأ يدخل في الصناعة في هوليوود وبوليوود، لكن التساؤل الأهم هل نحن كمصريين وعرب مهيأون للتعامل مع الذكاء الاصطناعي؟.. فأنا لا أعرف لأن معلوماتي غير كافية عنه، ولكن للذكاء الاصطناعي سلبيات وإيجابيات لابد أن نتفهمها ونتدرب على التعامل معها.

ما بين الظهور بقوة والغياب.. ما سبب اختفائك بعد صعود نجمك في عدد من الأعمال؟

أنا شخص "مزاجي" وأعمل بالتمثيل بمزاج، فالتمثيل مرهق ويأخذ من روحي وأتعب في الدور، ومررت بفترة وجدت بعض الأدوار ليس بها تحدٍ فكنت أغيب باختياري، والجمهور كان يسألني عن سبب غيابي لأنه عندما يحب الفنان يرغب في مشاهدته باستمرار، ربما تكون حياتي الشخصية أثرت على عملي خصوصًا أنني إنسان في النهاية، ولن أحمّل أحد أخطاء قراراتي، ولكنني أشتغل ما أقتنع به.