كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن تفاصيل جلسة حكومية استمرت 8 ساعات؛ للمصادقة على قرار الهدنة الإنسانية في غزة، وصفقة تبادل المحتجزين والأسرى مع فصائل المقاومة الفلسطينية، إذ يأتي هذا القرار بعد أسابيع من العدوان الإسرائيلي على القطاع.
وصوَّت ممثلو حزب "الصهيونية الدينية" لصالح الهدنة بعد أن وصفوا الاتفاق في الليلة السابقة للاجتماع بـ"السيئ"، ولكنهم في نهاية المطاف صوتوا لصالح الهدنة، فيما أثار رئيس الحزب بتسلئيل سموتريتش والوزيرة أوريت ستروك مخاوف من أن الصفقة قد تثبط العزيمة، ولكنهما تلقيا استعراضًا من قادة المنظومة الأمنية، أقنعوا خلاله أعضاء الحكومة بأنهم يعرفون كيف يتعاملون مع الصفقة بطريقة جيدة للغاية.
ووفقًا لتقرير الصحيفة، حاول بعض الوزراء التواصل مع زعيم حزب "عوتسما يهوديت"، إيتمار بن جفير، بهدف حثّه على دعم اتفاق الهدنة، وفي الوقت نفسه، قرر وزيرا حزبه، عميحاي إلياهو –الوزير المتطرف الذي صرح بأن خيار ضرب غزة بالنووي أمر وارد- وإسحق واسرلوف، الانسحاب من النقاشات قبل انتهائها، وأعلنا موقفهما الرافض للهدنة في مذكرة رسمية.
في ختام الأمور، كان بن جفير نفسه غير مقتنع، وأعلن رفضه للاتفاق بشكل صريح عبر التصويت، فيما حاولت جيلا غامليل، وزيرة الاستخبارات، التأكيد على أهمية تمرير قرار الموافقة على الهدنة بإجماع لتعزيز رسالة الوحدة، لكن بن جفير أكد موقفه بقوله: "لكننا لسنا متفقين على ذلك.. إن هذا القرار يعتبر مدمرًا للأجيال القادمة، وسيظل يلحق بنا آثارًا سلبية بشكل كبير".
فيما أشار أحد وزراء حزب الصهيونية الدينية إلى أنه ليس من السهل تغيير رأي شخص بطريقة مباشرة كهذه، وأكد أن هذه الأيام تتطلب التعامل مع أصعب المعضلات التي واجهت إسرائيل منذ تأسيسها. ورغم هذا، كانوا على اقتناع بأن القرار الصائب هو دعم الاتفاق، ولذلك صوتوا لصالحه.
وبحسب الصحيفة العبرية، أوضح قادة الأجهزة الأمنية الثلاثة، دافيد برنياع رئيس الموساد، ورئيس الشاباك رونين بار، ورئيس هيئة الأركان الإسرائيلية هرتسي هاليفي أن هذه هي الصفقة الممكنة والصحيحة في اللحظة الحالية، وأوصوا بقبولها على الرغم من المعارضة الأولية من بعض الأعضاء في الحكومة، إلا أن قادة الأجهزة الأمنية وجهود الإقناع التي قدموها نجحت في إقناع الأعضاء الآخرين بأن الاتفاقية هي الخيار الأفضل في الوقت الحالي، وبالتالي، صوت الأغلبية لصالح الهدنة وصفقة التبادل.
وخرجت الوزيرة أوريت ستروك، التي عارضت الاتفاق بشدة خلال المناقشات أيضًا، على مواقع التواصل الاجتماعي لتفسر دعمها للاتفاق، وقالت: "صوتُّ لصالحه برغم أني لم أخطط لذلك حقًا.. الإطار المتعلق بالإفراج عن الأسرى هو أحد إنجازات الحرب".
فيما أعرب وزراء حزب الليكود أيضًا عن دعمهم للاتفاق، الذي طرحه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وأوضحوا أن الحكومة لديها التزام أخلاقي يقضي بإعادة الأسرى.
وفجر يوم الأربعاء، تمكنت جهود الوساطة المصرية القطرية، برعاية الولايات المتحدة، من النجاح في اتفاق هدنة إنسانية بقطاع غزة بين إسرائيل وفصائل المقاومة لمدة 4 أيام، قابلة للتمديد.
يتضمن الاتفاق تبادل 50 من المحتجزين الإسرائيليين، من النساء المدنيات والأطفال في قطاع غزة، في المرحلة الأولى، وذلك مقابل إطلاق سراح عدد من النساء والأطفال الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية، مع الالتزام بزيادة أعداد المفرج عنهم في مراحل لاحقة من تنفيذ الاتفاق.
ومنذ 7 أكتوبر الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربًا مدمرة على غزة، خلّفت أكثر من 14 ألفًا و128 شهيدًا فلسطينيًا، بينهم أكثر من 5 آلاف و840 طفلًا و3 آلاف و920 امرأة، فضلًا عن أكثر من 35 ألف مصاب، 75% منهم أطفال ونساء، وفقًا للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.