وسط معدل متنامٍ مقلق لموت الأطفال في غزة، بدا اتفاق وقف إطلاق النار لأربعة أيام بين إسرائيل وحماس، بعيدًا عن أن يكون كافيًا في مقابل تقدير أممي للقطاع بأنه أخطر مكان في العالم للعيش بالنسبة لهم.
وتوصلت دولة الاحتلال وحماس، بوساطة مصرية قطرية أمريكية، اليوم، إلى هدنة تشمل وقف مؤقت لإطلاق النار لمدة أربعة أيام قابلة للتجديد، في أول اتفاق بين الطرفين في ظل 47 يومًا متواصلًا من التصعيد في القطاع، منذ الهجوم المباغت للمقاومة في 7 أكتوبر على إسرائيل.
أخطر مكان
قدرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، اتفاق وقف إطلاق النار المؤقت بين إسرائيل وحماس، بأنه "بعيد عن أن يكون كافيًا"، ووصفت القطاع بأنه "أخطر مكان في العالم لعيش طفل فيه".
قالت كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لمنظمة اليونيسف، في كلمة أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، إن أكثر من 5300 طفل فلسطيني قتلوا في غزة خلال 46 يومًا فقط من الحرب.
أضافت أن هذا الإحصاء" يزيد عن 115 طفلًا (يقضون) كل يوم، لأسابيع وأسابيع. وبناء على هذه الأرقام، يشكل الأطفال 40% من الوفيات في غزة، وهذا أمر غير مسبوق، وبعبارة أخرى، يعتبر قطاع غزة اليوم أخطر مكان في العالم بالنسبة للطفل".
أشارت المسؤولة الأممية إلى تقارير تلقتها الوكالة تفيد بأن أكثر من 1200 طفل فلسطيني ما زالوا تحت أنقاض المباني المدمرة أو أن مصيرهم مجهول.
وبالنسبة للأطفال الذين تمكنوا حتى الآن من النجاة من الحرب، رجحت مسؤولة اليونيسيف "أن يروا حياتهم تتغير بشكل لا رجعة فيه من خلال التعرض المتكرر للأحداث المؤلمة".
وأعربت عن قلقها بشكل خاص إزاء التقارير التي تفيد بتزايد أعداد الأطفال النازحين الذين انفصلوا عن عائلاتهم أثناء فرارهم إلى الجنوب، أو الذين وصلوا دون مرافق إلى المستشفيات لتلقي الرعاية الطبية.
طفل يقتل كل 10 دقائق
وحذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم، في وقت سابق، من عدم وجود مكان آمن في غزة، وأن طفلًا يقتل في المتوسط كل عشر دقائق في القطاع.
وبسبب انهيار الخدمات الطبية في مستشفى الشفاء بالقطاع، توفي خمسة أطفال حديثي الولادة (خدج) هم إجمالي المتبقين بعد نقل 31 في حاضنات مناسبة إلى مستشفى الهلال الإماراتي في رفح، اليوم، سبقهم نقل 28 طفلًا إلى المستشفيات المصرية.
وفي إحصائية غير نهائية، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم الأربعاء، ارتفاع عدد الشهداء في قطاع غزة، إلى أكثر من 14,100 شهيد، بينهم أكثر من 5840 طفلًا، و3920 امرأة، بالإضافة إلى أكثر من 33 ألف جريح، وأكثر من 6800 مفقود، بينهم أكثر من 4500 طفل وامرأة، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
أكبر عدد سنوي لقتلى الحروب
وفي تقرير صادم، ورد قبل نحو ثلاثة أسابيع، رصدت منظمة الطفولة العالمية أن عدد الأطفال الذين تم الإبلاغ عن ارتقائهم في قطاع غزة، خلال التصعيد الجاري، قد تجاوز عدد الأطفال الذين قتلوا في مناطق النزاع في العالم منذ عام 2019.
وكتبت المنظمة عبر حسابها على موقع "إكس" في 29 أكتوبر الماضي: "تجاوز مقتل 3,195 طفلًا في غزة خلال ثلاثة أسابيع فقط العدد السنوي للأطفال الذين قُتلوا في جميع أنحاء مناطق النزاع في العالم منذ عام 2019. ونحن ندعو إلى وقف فوري لإطلاق النار".
بتر أطراف "دون تخدير" للأطفال
وحذرت وزارة الصحة الفلسطينية مرارًا، في تقارير متتالية، من أن نقص الإمدادات الطبية في المستشفيات المتبقية في متابعة العمل، اضطرت لإجراء عمليات جراحية دون استخدام مخدر، وأكدت أن من بينها عمليات بتر أطراف للأطفال.
وتبقت 9 مستشفيات فقط من إجمال 35 مستشفى في القطاع، تعمل بشكل جزئي بينما تستوعب ما يفوق طاقتها، بينما توقف 26 عن العمل بشكل كامل. بحسب أحدث تقارير الصحة الفلسطينية، الأربعاء.
أكثر من الثلث بحاجة لدعم نفسي
وقبل نحو عامين، قدّرت اليونيسيف حاجة نحو ثلث أطفال غزة إلى الدعم النفسي في مجال الصدمة المتصلة بالنزاع، إلا أنه في ظل الوضع الراهن، اشتدت حاجة الناجين منهم بشكل كبير، إلى خدمات الصحي العقلية والدعم النفسي الاجتماعي.
ويُقدّر أن 1.7 مليون شخص في قطاع غزة هُجّروا، أكثر من نصفهم أطفال، وقد نفدت إمدادات المياه والأغذية والوقود والأدوية، كما تدمرت المنازل وتشتت الأطفال عن أسرهم.