جاءت قمة الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينج، في سان فرانسيسكو، بمؤشرات من الممكن أن ترفع أسهم بايدن خلال سباق الانتخابات الرئاسية المقبلة، حسبما ذكرت شبكة "MSBNC" الأمريكية.
قمة فرانسيسكو، انعقدت وسط انتقادات للسياسة الخارجية الأمريكية التي ساهمت في استمرار الحرب في أوكرانيا دون توقف، وتصاعد الأحداث في غزة، بالإضافة إلى مواجهة ملايين الأفغان الترحيل من باكستان، والحرب الأهلية في السودان التي نجم عنها خسائر فادحة في صفوف المدنيين.
خطوة إيجابية
وبعد أشهر من العداء غير المنقطع بين أقوى دولتين في العالم، وضع اجتماع بايدن وشي علاقات الولايات المتحدة والصين على مسار إيجابي لأول مرة منذ أكثر من عام.
وبالنسبة لبايدن، فإن اللقاء الودي مع شي يعزز أيضًا طموحاته الانتخابية على المدى القريب، إذ مع احتدام الحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط، فإن آخر ما يحتاجه بايدن هو أزمة في الشرق الأقصى مع الصين، على حد وصف صحيفة "نيويورك تايمز".
مكاسب بايدن
لم تحل القمة بين بايدن وشي كل القضايا العالقة بين البلدين، لكنها -على الأقل- أوقفت التراجع. ومن أهم الأمور كان إعلان الطرفين استئناف قنوات الاتصال العسكرية بينهما، والتي قطعتها الصين بعد زيارة نانسي بيلوسي -رئيسة مجلس النواب السابقة- إلى تايوان، إذ سيجعل إعادة إنشاء هذه الروابط بين القادة العسكريين الكبار من الأسهل تجنب سوء التفاهم وتقليل إمكانية النزاع، رغم أن ذلك لن يحل أزمة الثقة الواضحة بين جيشي الدولتين، ولكن أي شيء يقلل من إمكانية النزاع بين خصمين عسكريين يستحق التصفيق.
كما حصل بايدن أيضًا على موافقة من الزعيم الصيني على فرض رقابة أكثر صرامة على تصدير المواد الكيميائية الأولية لإنتاج الفنتانيل، والذي يتحمل مسؤولية 70% من حالات الوفاة بسبب الجرعة الزائدة في الولايات المتحدة.
في الماضي، وعدت الصين بفرض رقابة على شحنات الفنتانيل ولكنها فشلت في الوفاء بذلك، وبعد رحلة بيلوسي إلى تايوان، أنهت بكين مؤقتًا تعاونها في مجال مكافحة المخدرات. إذا أدى هذا الاتفاق إلى حملة قمع حقيقية، فيما يبشر الوعد الجديد بإنقاذ حيوات لا تحصى في الولايات المتحدة، كما يمنح بايدن دفعة سياسية قبل الانتخابات المقبلة، ولكن لا يزال الحكم معلقًا على مدى جدية الصين في التعاون، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.