في زيارة ترقب العالم لها، وبعد 4 ساعات من اجتماع الرئيسين الأمريكي جو بايدن والصيني شي جين بينج، وصفته وسائل الإعلام الصينية والأمريكية بأنه كان مثمرًا وبناءً وناجحًا.
وعقب انتهاء اللقاء، بادر الرئيس الأمريكي بإظهار الود مع نظيره الصيني، إذ أراه صورة قديمة له على هاتفه، وسأله بمزاح: هل تعرف هذا الشاب؟ فأجاب "شي" ضاحكًا: "نعم، كنت في الثلاثينات من عمري، في أوج شبابي".
وأضاف: "أنا والرئيس بايدن نعرف بعضنا منذ سنوات عديدة، لذلك عندما نلتقي ونتحدث عن المشكلات، نكون صريحين"، حسبما ذكرت صحيفة الشعب اليومية الصينية.
استعادة الذكريات
ترجع الصورة إلى زيارة "شي" الولايات المتحدة في عام 1985، حين كان أمينًا للجنة الحزبية لمقاطعة تشنجدينج بمقاطعة خوبي، وكانت رحلته الأولى إلى هذا البلد، وللمفارقة كانت مدينة سان فرانسيسكو –التي جمعت الرئيسين- هي بوابة دخوله.
وهناك، التقطت له صورة أمام جسر البوابة الذهبية، الذي يعد رمزًا للمدينة.
أصدقاء قدامي
وفي حفل استقبال مشترك لمجموعات صديقة للولايات المتحدة، التقى الرئيس الصيني بالعديد من الأصدقاء القدامى، الذين كانوا تعرفوا عليه في زياراته السابقة أو في أنشطة التبادل بين البلدين، ومن بينهم حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم، الذي التقاه في بكين الشهر الماضي، وممثلون عن ولايتي آيوا وواشنطن، وأعضاء من "أصدقاء جولينج"، ومحاربون قدامى من فريق النمور الطائرة، وأحفاد الجنرال جوزيف ستيلويل، الذي كان قائدًا للقوات الأمريكية في الصين خلال الحرب العالمية الثانية.
وشكرهم "شي" على مساهماتهم في تطوير العلاقات الصينية الأمريكية، وأعرب عن تقديره لصداقتهم وتعاطفهم مع الشعب الصيني، قائلًا: "الصداقة بين الشعوب هي أساس العلاقات بين الدول. أتمنى أن تستمروا في لعب دور إيجابي في تعزيز التفاهم والثقة والتعاون بين شعبينا."
صفحة جديدة من العلاقات الصينية الأمريكية
وأكد الرئيس الصيني أهمية الحفاظ على الاتصال والحوار بين الصين والولايات المتحدة، والتعامل مع الخلافات بشكل بناء، والعمل معًا لمواجهة التحديات العالمية، وتعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين.
وقال: "الصين والولايات المتحدة لديهما مصالح مشتركة واسعة ومسؤوليات مشتركة كبيرة. نحن نريد أن نعمل مع الولايات المتحدة على أساس الاحترام المتبادل والمنفعة المتبادلة، ونسعى إلى تحقيق تعاون غير متنازع عليه وتنافس غير متصادم".
وأعرب عن أمله في أن يكون لقاءه مع الرئيس بايدن والأصدقاء الأمريكيين في سان فرانسيسكو بمثابة فرصة لفتح صفحة جديدة في العلاقات الصينية الأمريكية، ولإضفاء زخم جديد على التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.
وأضاف: "متفائل بمستقبل العلاقات الصينية الأمريكية.. أعتقد أن مع الجهود المشتركة، سنتمكن من بناء علاقة تعود بالنفع على شعبينا وعلى العالم".
وكان شي استقبل في سان فرانسيسكو، الخميس، مجموعة من الأشخاص الذين يربطهم به صداقة طويلة وعميقة. إذ كانوا من مختلف الولايات والمجالات، لكنهم جميعًا شاركوا في تعزيز التفاهم والتعاون بين الصين والولايات المتحدة على مدى العقود الماضية.
وكان اللقاء حارًا ووديًا، وتخلله الضحك والحنين. وتبادل شي مع الحاضرين الأحاديث والمشاعر، واستعاد معهم ذكريات مشتركة تعود إلى أيامه الأولى في الولايات المتحدة.