"وأعلم أنني أمضي إلى ما ليس أعرف"، يحمل الفلسطينيون أمتعتهم، أو ما تبقى منها، في رحلة للجنوب غير أن الدلائل تشير إلى أن جيش الاحتلال يخطط لمهاجمته كما فعل في الشمال، بحسب "سي إن إن".
لم يترك الفلسطينيون في شمال غزة ديارهم للنزوح إلى الجنوب بل تركتهم الديار وتساقطت واختلطت بالركام والدماء والبكاء، في فرار أُجبروا عليه، يعيد للأذهان ذكرى التغريبة الأولى.
التخطيط لمهاجمة الجنوب
بين الشمال والجنوب، تدور رحى الحرب على غزة في يومها الـ41، وبعد إعلان قادة جيش الاحتلال السيطرة على الجزء الشمالي، أسقطت القوات الجوية الإسرائيلية منشورات على المنطقة، تدعو السكان إلى الانتقال إلى مكان آمن وملجأ لهم ولعائلاتهم.
ودعت إسرائيل سكان الأحياء الشرقية لمدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة إلى مغادرة منازلهم، التي احتضنت عشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين غادروا شمال القطاع.
منشورات لمغادرة خان يونس
وحذّر منشور أسقطه جيش الاحتلال، أمس الأربعاء، التجمعات السكانية الواقعة في شرق خان يونس، أكبر مدينة في الجزء الجنوبي من قطاع غزة، والمطالبة بضرورة التحرك والتوجه نحو الملاجئ المعروفة.
وشمل المنشور مُطالبة سكان قرى وبلدات القرارة، خزاعة، بني سهيلة، عبسان، وشرق خان يونس بالمغادرة، التي تقع بالقرب من السياج المحيط الذي يفصل قطاع غزة عن إسرائيل، ما يشير إلى احتمال وجود نقاط توغل جديدة لقوات الاحتلال التي تسعى للسيطرة على الجنوب.
عمليات برية لأشهر
وقبل يومين، قال يوآف جالانت، وزير الدفاع الإسرائيلي، إن قوات الاحتلال تسيطر على المنطقة بأكملها فوق الأرض وتحتها في شمال قطاع غزة".
وقال إن العمليات البرية الإسرائيلية ستستمر لعدة أشهر، وستشمل كلا من الشمال والجنوب في قطاع غزة، لتفكيك الفصائل الفلسطينية.
وضع كارثي شمالًا وجنوبًا
بحسب منظمات الإغاثة، فإن أي تحرك إسرائيلي إلى جنوب القطاع يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني السيئ بالفعل.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن نحو 1.5 مليون شخص أصبحوا الآن مشردين داخليًا داخل غزة، أي ما يقرب من ثلاثة أرباع مجموع السكان، وأغلبهم في الجنوب في أعقاب الحملة الجوية والبرية الإسرائيلية على الشمال.
ولجأ أكثر من 800 ألف شخص إلى ملاجئ الجنوب وهو عدد أكبر بكثير من الطاقة الاستيعابية المقصودة، وفقًا لوكالة الأمم المتحدة للإغاثة.