تدور مفاوضات حثيثة وراء الكواليس بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي للتوصل إلى صفقة، تسمح بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة وتبادل الأسرى من الطرفين.
وتتمحور المناقشات حول عدة اقتراحات تتضمن تفاصيل مثل عدد الأيام التي سيسمح خلالها بوقف إطلاق النار، وعدد الأسرى المطلوب إطلاق سراحهم، فيما يحاول الوسطاء الوصول إلى توازن بين متطلبات الجانبين للخروج باتفاق يضع حدًا للعنف ويعيد الأمل بالسلام.
أفادت مصادر مطلعة لموقع أكسيوس الأمريكي، بأن المفاوضات بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية بشأن صفقة محتملة لإطلاق سراح الأسرى تركز حاليًا على عدد الأيام التي ستسمح فيها إسرائيل بوقف إطلاق النار.
تمثل المفاوضات غير المباشرة أهم جهد دبلوماسي يجري الآن، والذي يمكن أن يؤدي إلى توقف القتال بعد 41 يومًا من القصف العدواني لجيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.
إسرائيل قالت إنها لن توافق على وقف مؤقت لإطلاق النار إلا إذا تم إطلاق سراح عدد كبير من المحتجزين الـ240 لدى فصائل المقاومة.
وأشار "أكسيوس" بحسب اثنين من المصادر، إلى أنه خلال المحادثات التي جرت منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، قدم الوسطاء للحكومة الإسرائيلية اقتراحين من الفصائل.
وقال المصدران إن الاقتراح الأول يدعو إلى إطلاق سراح 18 رهينة، بينهم نساء وأطفال، مقابل وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام.
وأضافت المصادر أن حكومة الاحتلال رفضت هذا الاقتراح، قائلة إنها لن توافق على وقف إطلاق النار لمدة لا تزيد على 24 ساعة مقابل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن.
أما الاقتراح الثاني الذي تمت مناقشته في الأيام الأخيرة، بحسب ما أشار الموقع، فيتضمن إطلاق سراح تدريجي لعدد أكبر من الرهائن على مدى عدة أيام، يتم خلالها وقف إطلاق النار.
وقالت المصادر إن الفصائل طلبت خمسة أيام، إلا إن حكومة الاحتلال لا تريد أكثر من ثلاثة.
وبموجب الخطة الثانية، في اليوم الأول من وقف إطلاق النار، ستطلق المقاومة سراح 50 امرأة وطفلًا تحتجزهم في غزة، ويمكنها إطلاق سراحهم على الفور، دون التنسيق مع الفصائل الأخرى التي تحتجز بعض الرهائن.
بعد ذلك، ستطلق المقاومة سراح 10 رهائن آخرين كل يوم حتى نهاية وقف إطلاق النار، وإذا لم تفعل ذلك، فإن وقف إطلاق النار سينتهي.
وقالت المصادر إنه في إطار هذا الاقتراح ستطلق إسرائيل سراح النساء والمراهقين وكبار السن الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية في عدة مجموعات.
كما ستسمح إسرائيل بدخول كميات كبيرة من الوقود إلى غزة، تحت إشراف الأمم المتحدة لاستخدامها في المستشفيات والمخابز، وستلتزم بالسماح بدخول 200 شاحنة مساعدات إلى غزة كل يوم.
وأشار الموقع إلى أن المفاوضات تعرقلت بسبب صعوبات التواصل مع قيادات الفصائل في غزة.
ولفت الموقع نقلًا عن المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين إلى أن هناك قضايا لم يتم حلها في المفاوضات، ومن غير الواضح ما إذا كان من الممكن التوصل إلى اتفاق في الأيام القليلة المقبلة، كما إن الغارة التي شنتها قوات الاحتلال على مستشفى الشفاء في غزة أثارت غضب الفصائل وقد تؤدي إلى تعقيد المحادثات على المدى القصير.
من جهته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت إن الحرب على غزة تزيد الضغط على المقاومة للتفاوض بشأن الرهائن.