أظهرت أحداث عملية "طوفان الأقصى" تفوق فصائل المقاومة الفلسطينية على جيش الاحتلال الإسرائيلي، إذ تمكنت الفصائل من تحقيق انتصار باهر على الجيش الإسرائيلي بعد أن الحقت به خسائر فادحة، بمقتل 1400 مستوطن وأسر 240 آخرين. وقد أظهرت هذه المعركة ضعف الكيان الصهيوني وعجزه عن حماية مواطنيه المستوطنين في الأراضي المحتلة باعتراف قادة جيش الاحتلال.
نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، عن رئيس الأركان الإسرائيلي هيرزي هاليفي قوله إن قوات الاحتلال فشلت في حماية المستوطنات من هجمات الفصائل في 7 أكتوبر، ما أسفر عن مقتل 1400 مستوطن وأسر 240 مدنيًا، وأضاف "هاليفي" أن قوات الاحتلال الإسرائيلي ليست مستعدة لمثل هذا السيناريو.
وقال "هاليفي" خلال اجتماع مع زعماء المستوطنات الجنوبية: "نعلم أننا فشلنا.. ولم نتمكن من حماية المستوطنات ولم نكن مستعدين لمثل هذا السيناريو". مضيفًا: "إننا نتعلم كل شيء، ونأخذ الدروس.. ونحن مصممون على إكمال المهمة والقضاء على حماس، لن نوافق على العودة إلى تلك النقطة بعد الحرب".
وقد نزح أكثر من 250 ألف إسرائيلي من منازلهم في الجنوب والشمال منذ بدء الحرب، وفقًا لتقرير صادر عن مركز دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، على خلفية عملية طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر.
وأشار المركز على موقعه على الإنترنت بحسب ما نقلته الصحيفة العبرية "تم إخلاء 64 قرية في شمال وجنوب اسرائيل منذ بداية الحرب".
وبحسب المصدر نفسه، سيتم إيواء النازحين الإسرائيليين في فنادق أو دور ضيافة على نفقة الحكومة الإسرائيلية حتى نهاية الحرب، وزعم المركز أنه تم إطلاق أكثر من 9500 صاروخ على إسرائيل منذ بداية الحرب.
فيما أشارت حسب صحيفة "معاريف"، نقلًا عن جمعية الفنادق الإسرائيلية أن أكثر من نصف عدد الغرف الفندقية في دولة الاحتلال تستخدم لإيواء العائلات النازحة من المستوطنات المحيطة بقطاع غزة، إذ إنه من بين 56 ألف غرفة فندقية في إسرائيل، تم حجز 28 ألف غرفة للنازحين، وتقوم حكومة الاحتلال بتغطية تكاليف إقامتهم وتخصيص نحو 50 دولارًا للشخص الواحد يوميًا، لأولئك الذين لم يحصلون على غرف فندقية.
أدت الحرب المدمرة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، التي بدأت قبل 38 يومًا، إلى تصعيد التوترات، وخلّفت أكثر من 11 ألف شهيد فلسطيني، بينهم أكثر من 8000 طفل وامرأة، وأكثر من 28 ألف جريح في موجة المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال في قطاع غزة.