الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

خوفا من الانتقام.. قبرص الملاذ الآمن للإسرائيليين الفارين

  • مشاركة :
post-title
إسرائيليون فى حيفا يتجهون لسفينة تقلهم إلى قبرص

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

في فترة ما قبل الحرب على قطاع غزة، كان مبنى مركز الجالية اليهودية في قلب مدينة "لارنكا" بقبرص يحتضن الزوار القادمين عادة للصلاة أو للاستمتاع بوجبة "الكوشر" التي يقدمها المركز، كما يحتضن الراغبين في التعرف على تاريخ معسكرات اعتقال اليهود الفارين من أوروبا، خلال الفترة التي أعقبت "الهولوكوست".

لكن في الأيام الأخيرة، وباعتباره مقصدًا لآلاف الفارين من إسرائيل في أعقاب عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها الفصائل في مستوطنات غلاف غزة في 7 أكتوبر الماضى، دخل المركز في "وضع أزمة"، وفقًا لصحيفة "الجارديان" البريطانية، التي تكشف أن ممراته وباقي مرافقه تعج بالأشخاص الذين هربوا إلى الجزيرة القريبة من إسرائيل.

ونقلت الصحيفة عن آري زئيف راسكين، كبير حاخامات الجزيرة، في مكتبه بالمركز: "يصل نحو ألف شخص كل يوم"، مضيفًا أن "أكثر من 16 ألف شخص وصلوا إلى قبرص بحثًا عن راحة البال منذ ذلك اليوم الرهيب"، في إشارة إلى يوم 7 أكتوبر.

ويضيف: "بين الواصلين أمهات، وأطفال مصابون بصدمات نفسية، وأشخاص لا يستطيعون تحمل صوت الصواريخ التي تنفجر كل يوم.. نحن نقدم لهم كل ما في وسعنا، سواء كان سريرًا أو طعامًا أو سكنًا مؤقتًا".

ومع مرور أكثر من شهر على بدء العدوان على غزة، الذي خلّف حتى الآن أكثر من 11 ألف شهيد من المدنيين في غزة والضفة المحتلة، تشير "الجارديان" إلى أن أعدادا متزايدة من العائلات تصل إلى قبرص، "خوفًا من الانتقام".

ودخل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر، يومه الـ38، وبلغت حصيلة الشهداء، حتى الآن، 11 ألفًا و180 شهيدًا، بينهم 4609 أطفال، بحسب ما أعلنت السلطات الصحية في غزة.

ونقلت "الجارديان" عن أحد الفارين الإسرائيليين إلى قبرص، ويدعى يسرائيل بيرتز، ويبلغ من العمر 23 عامًا: "كنا بحاجة إلى الابتعاد عن كل هذا الضجيج والصواريخ والقتال، لذلك سافرت أنا وأصدقائي لقضاء خمسة أيام في أيا نابا، المنتجع الواقع في جنوب الجزيرة. نحن نشعر بالأمان هنا".

وأوضحت الصحيفة البريطانية، أن الحركة التي عرفتها قبرص في الأسابيع الأخيرة، لم تكن مرتبطة فقط بقدوم الإسرائيليين الفارين من الحرب، بل أيضا بنشاط السفارات الغربية التي كانت في "حالة طوارئ"، تحسبًا لتحول الجزيرة المتوسطية الاستراتيجية مرة أخرى إلى مركز للإخلاء أو لتوزيع المساعدات الإنسانية.

وذكرت الصحيفة أنه في عام 2006، كانت الدولة العضو بالاتحاد الأوروبي، بمثابة نقطة عبور لأكثر من 30 ألف مواطن أجنبي فارين من الحرب في لبنان، وهو الدور الذي لعبته أيضًا عندما تم نقل الآلاف من حاملي جوازات السفر البريطانية جوًا من السودان إلى البلاد، في وقت سابق من هذا العام.

وأثار وزير الخارجية القبرصى، كونستانتينوس كومبوس، شبح إجلاء أكثر من 100 ألف شخص إلى قبرص من لبنان وأجزاء أخرى من المنطقة، في حال تصاعد النزاع.

وتم وضع القوات الجوية الخاصة البريطانية وقوات أخرى من ألمانيا وهولندا على أهبة الاستعداد في القواعد العسكرية التي تحافظ عليها المملكة المتحدة في مستعمرتها السابقة.

وقال هيوبرت فاوستمان، أستاذ التاريخ والعلوم السياسية في جامعة نيقوسيا: "لقد أثبتت قبرص أنها ملاذ آمن، ومركز العاصفة عندما تشتعل النيران بالمنطقة".