قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن فشل مسؤولي الاستخبارات والأمن الإسرائيليين في تقييم التهديد الذي تشكله بعض الفصائل، أدى إلى عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر الماضي، وتابعت الصحيفة أن السبب الأساسي وراء ذلك هو تقليل المسؤولين الإسرائيليين، بما في ذلك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، من قدرات الفصائل، وتركيز اهتمامهم على جبهات أخرى باعتبارها تمثل تهديدًا أكبر لإسرائيل.
وأوضحت الصحيفة أن عملية "طوفان الأقصى" نجحت في تحطيم إحساس إسرائيل بالأمان، وتابعت أنه على الرغم من تحذيرات مسؤولي الأمن الإسرائيليين من أن الاضطرابات السياسية الداخلية تضعف أمن البلاد، واصل نتنياهو سياساته الداخلية التي أدت لانقسامات مجتمعية.
خطأ في التقدير
من جهة أخرى، أخطأ المسؤولون الإسرائيليون في تقدير التهديد الذي تمثله الفصائل، واعتقدوا أنهم ليس لديهم هدف في شن هجوم واسع النطاق من غزة، كما أدى التركيز الإسرائيلي على جبهات أخرى، إلى تحويل الانتباه بعيدًا عن مواجهة الفصائل، بالإضافة إلى ذلك، توقفت وكالات التجسس الأمريكية بنسبة كبيرة عن جمع المعلومات الاستخباراتية عن الفصائل.
التفوق العسكري الزائد
إن ثقة إسرائيل بتفوقها العسكري والتكنولوجي على الفصائل؛ أدى إلى الافتقار إلى الاستعداد، والاعتماد على نظام الدفاع الجوي "القبة الحديدية" والتحصينات الحدودية، أعطى شعورًا بالتقليل من قدرة الفصائل على شن هجوم منسق بشكل جيد، لكن عملية "طوفان الأقصى" كشفت الهجوم على نقاط الضعف في تكنولوجيا المراقبة الإسرائيلية وكشفت عن النهج المنضبط الذي تتبعه الفصائل، باستخدام خلايا أصغر وتجنب المناقشات على الهواتف المحمولة للحفاظ على السرية.
تحذيرات تم تجاهلها
قالت الصحيفة الأمريكية إن مسؤولي الأمن الإسرائيليين، أطلقوا تحذيرات بشأن هجمات مُحتملة، لكن تم تجاهلها، وهذا ما تم استغلاله، وبخاصة حالة عدم الاستقرار السياسي باعتبارها فرصة لتوجيه ضربة، كما أن الفشل في تقييم التهديد بدقة والتركيز في غير محله على جبهات أخرى؛ أدى إلى فشل استخباراتي كبير وهجوم من قبل الفصائل، وهو ما حطم إحساس إسرائيل بالأمن، وأدى إلى خسائر في الأرواح.