مع استمرار الحرب العدوانية على غزة من قِبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي تدخل يومها الثامن والثلاثين، في أعقاب عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر الماضي، تدخل حكومة بنيامين نتنياهو في سباق مع المقاومة الفلسطينية للوصول إلى الرهائن، في الوقت الذي نجحت فيه الأول بإبعادهم عن أعين وأيادي جيش الاحتلال.
وتدور في الوقت الراهن مفاوضات شاقة على أطلال غزة، في ثلاث سياقات، الأول: الهدنة الإنسانية بدعوة من الولايات المتحدة وغالبية الدول الغربية، والثاني: وقف فوري لإطلاق النار بدعوة الدول العربية وعلى رأسها مصر، أما الأخير فهو مفاوضات حول إطلاق سراح الرهائن في يد المقاومة الفلسطينية.
نتنياهو يلمِّح
وأعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في تصريح أمس عن أمله في إمكانية إطلاق سراح المزيد من الرهائن من أيدي المقاومة، في تصريح لشبكة "سي إن إن".
وألمح نتنياهو إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق لإطلاق النار وتبادل الأسرى، في رده على سؤال أحد الصحفيين عن اتفاق محتمل لإطلاق سراح النساء والأطفال والمسنين، قال نتنياهو: "قد يكون هذا هو الحال".
وقال نتنياهو: "يمكن أن يحدث ذلك، لكنني أعتقد أنه كلما قللت الحديث عنه زادت فرص التوصل إلى مثل هذا الاتفاق بالفعل".
ورقة ضغط المقاومة
وتزيد الفصائل الفلسطينية من استخدام قضية الرهائن كورقة رابحة بحوزتها، من أجل الضغط على إسرائيل في اتفاق مشروط، لوقف العدوان على غزة.
ويقدر الجيش الإسرائيلي أن نحو 240 شخصًا تم احتجازهم رهائن في قطاع غزة خلال عملية "طوفان الأقصى" التي تمت في السابع من أكتوبر الماضي.
80 امرأة
وذكرت قناة "إن بي سي" ووسائل إعلام أمريكية أخرى، نقلًا عن مصادر حكومية، أنه تمت مناقشة إمكانية قيام المقاومة بإطلاق سراح نحو 80 امرأة وطفلًا مقابل إطلاق سراح النساء والمراهقين الفلسطينيين المحتجزين في إسرائيل، إلا أنه لا يوجد تأكيد رسمي لذلك، بحسب صحيفة "دي تسايت" الألمانية.
الضغط الإيراني
وفي خطوة أخرى في ملف الرهائن، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، بأنه تحدث مع السلطات الإيرانية وحثها على إطلاق المقاومة سراح الرهائن، في تصريحاته لـ"سي إن إن".
وقال جوتيريش: "لقد طلبت من إيران الضغط على المقاومة للإفراج الفوري وغير المشروط عن الرهائن".
مباحثات "بايدن وتميم"
ومن أجل الوساطة في ملف احتجاز الرهائن أجرى الرئيس الأمريكي مكالمة هاتفية مع أمير قطر تميم بن حمد، أمس الأحد، بحثًا فيها التطورات في قطاع غزة والجهود العاجلة المستمرة لإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم المقاومة.
واتفق الجانبان على ضرورة إطلاق سراح جميع المحتجزين دون مزيد من التأجيل.
غضب في الشارع الإسرائيلي
ويتزايد الغضب في الشارع الإسرائيلي، وممارسة الضغوط على حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بعد أن تظاهر الآلاف في تل أبيب للمطالبة بالإفراج عن الرهائن، وسط اتهامات لحكومة نتنياهو بالقتال في غزة بدلًا من إنقاذ أحبائهم.
ورفع العديد من الإسرائيليين تجاه حكومتهم، شعارات الغضب في تظاهرات بالآلاف في أنحاء البلاد للمطالبة بإنقاذ أكثر من 230 رهينة في يد المقاومة.. "لقد فشلت هذه الحكومة، ويجب على نتنياهو أن يستقيل".
كما حمل المتظاهرون لافتات احتجاج على الحرب في الشوارع، وملصقات: "لا يوجد حل عسكري"، بينما كتب على أخرى "الإسرائيليون مع وقف إطلاق النار"، بحسب صحيفة "فرانكفورت ألجماينه".