ليس بالضرورة دائمًا أن يكون الحديث عن واقع المجتمع السوري بعد الحرب الإرهابية التي واجهها بتسليط الضوء على حال الاقتصاد والإنتاج وتلكؤ عجلة الحياة، فأحيانا يكون نقل الصورة من خلال لوحة فنية أو مقطوعة موسيقية أو حتى مشهد سينما، هذا ما يحاول إيصاله المخرج السوري حسام جليلاتي عبر فيلمه القصير "كنت قد عشت بسببك" الذي انتهى منه وبات جاهزًا للمشاركة في المهرجانات السينمائية.
يشير "جليلاتي" لوكالة الأنباء السورية إلى أن الفيلم عبارة عن لقاء بين جيلين سينمائيين سوريين، الأول في عقده السادس، له خبرة كبيرة في صناعة الأفلام، والثاني في عقده الثالث، ويدور حديث بين جيلين عاجزين تمامًا عن التقدم في أي شيء، لكن ما يقطع سيل الحديث زيارة (هيفاء) المفاجئة التي تغير بحضورها مسار الحدث، إذ أراد جليلاتي تسليط الضوء على الإنسان السوري الذي دخل بحالة اكتئاب شديدة مع تأثره بصدمة ما بعد الحرب، وما فعلته على مستوى الأسرة من تحطيم لأقرب الروابط وتمزيق لشبكة الأمان الاجتماعي.
اعتبر المخرج السوري أن الشخصية الرئيسة في الفيلم هي حالة واقعية يعيشها الآلاف من السوريين في جميع المناطق الذين دخلوا في حالة يأس تميزت باللامبالاة، وفقدان الرغبة أو حتى الاهتمام بأدنى تفاصيل الحياة، وأنها مثقلة بالهموم دون أن تبذل أي جهد، وبالرغم من امتلاكها جميع المهارات والإمكانيات فإنها تقف عاجزةً أمام واقع لا يتيح لها الفرص.
وبين جليلاتي أنه أراد تسليط الضوء على خراب ودمار أعمق بكثير من دمار الحجر وهو على حد تعبيره دمار النفس الإنسانية، لافتاً إلى أن الأبطال المشاركين في الفيلم هم أحمد كنعان، ووئام إسماعيل، وتسنيم باشا وسيناريو على قاسمو، ومدير التصوير علاء الصغير، وتصميم الإنتاج محمد جليلاتي، وموسيقا داني القصار.
من ناحية أخرى يستعد المخرج جليلاتي للتحضير للفيلم الروائي الطويل الأول له، حيث سيتم تصويره في الشتاء المقبل في دمشق، ويقول: "لدي رغبة عميقة في سرد القصص ونقل المشاعر من خلال الفيلم، وبالنسبة لي صناعة الأفلام ليست مجرد وظيفة أو هواية، ولكنها طريقة حياة، إن الفرح والرضا اللذين يأتيان من إنشاء شيء مقنع بصرياً وعاطفياً هما ما يحافظان على استمراري واشتعال النار بداخلي كصانع أفلام".