ما زالت فكرة تقديم السير الذاتية للفنانين العرب، موضع اهتمام الجمهور الذين يتحمسون لمتابعة كواليس حياة الفنان، والتعرف على تفاصيل حياته ومشواره الفني؛ الأمر الذي يشجع العديد من المنتجين لخوض هذه التجارب رغم صعوبتها واحتياجها إلى مجهود كبير لتظهر بشكل مناسب ومرضي للجمهور.
وبعد إعلان الفنان اللبناني وليد توفيق عن حماسه الشديد لتقديم سيرته الذاتية في عمل درامي، خاصةً أن هذا الأمر نادرًا ما يحدث حيث يفكر الكثير في تقديم سيرة الفنان بعد وفاته، إلا أن هناك بعض من النجوم خاضت هذه التجربة مثل الفنانة الكبيرة صباح.
يؤكد اللبناني وليد توفيق لـ موقع "القاهرة الإخبارية "، أن فكرة تقديم سيرة الفنان في حياته أمر محبب للشخص، حيث يقول: "شيء جميل أن يتم تقدير مشوارك الفني في عمل فني وأنت لاتزال على قيد الحياة ".
التمجيد والإنصاف
على النقيض من ذلك يرى المؤلف المصري محمد هشام عبية: أن أعمال السير الذاتية مثل الأعمال التي تتناول الوقائع التاريخية، لا ينبغي إسنادها إلى صاحب السيرة فقط".
ويضيف في حديثه لـ" القاهرة الإخبارية": "هناك العديد من الأشخاص عندما يروون سيرتهم الذاتية ينصفون أنفسهم، أو بمعنى آخر يروون الأشياء من وجهة نظرهم ليست كما جرت، وبالتالي كتابة السير الذاتية تحتاج إلى أن يتبع المؤلف أكثر من مصدر يتناول فيه سيرة هذا الشخص ومقارنة الوقائع عن سيرته بما ورد في كتب أو مراجع أخرى، ولكن هذا نادرًا ما يحدث في المنطقة العربية، لأن أغلبها يتناول السير الذاتية بغرض التمجيد في الأشخاص، وهذا أمر ليس صحيحًا لأن الغرض من السير الذاتية هي قراءة مسيرة الشخص ورصد مناطق الضعف الإنساني والقوة والانحدار لأن هذا ما يصنع الدراما".
الدفاع عن الذات
ومن جانبه يقول الناقد المصري طارق الشناوي:"أن السير الذاتية تصبح دفاعًا عن الذات عندما يشارك الأشخاص في رواية سيرتهم الذاتية والإنسان عادة عندما يروي قصة حياته بطريقة لا شعورية يتحول إلى مدافع حتى عن أخطائه أو هزائمه، لأنه يقرأ حياته من خلاله فدائمًا ما يكون لديه أسلحة دفاع وتبرير، ونادرًا ما نجد شخصًا يواجه نفسه بالحقيقة وخاصة الفنان عندما يعرض نفسه على الرأي العام، فغالبًا ما يفرض نفسه بشكل مثالي".
ويضيف: "أتخوف من فكرة تقديم سيرة الفنان الذاتية وهو على قيد الحياة، لأن الفنان وليد توفيق أو غيره من الممكن أن يتغافل عن الجانب السلبي في حياته، والاكتفاء برصد الجانب الإيجابي له فقط".