الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مرتضى سعدي: الفنان العراقي عانى لسنوات من ويلات الحرب

  • مشاركة :
post-title
الممثل العراقي مرتضى سعدي

القاهرة الإخبارية - نورا سمير

- عبد الله غيث ونور الشريف ومحمود عبد العزيز مدارس فنية علمتني معنى الحياة
- "مكانك أيها السيد" علامة فارقة في حياتي.. وأجهز لمسلسلين بموسم رمضان المقبل
- ندمت على عدم خوض تجربة فنية مع نور الشريف

رغم أن فن التمثيل داعب عقل الممثل العراقي مرتضى سعدي منذ طفولته، إلا أنه لم يجرؤ وقتها على وضع خطوته الأولى نحو تحقيق أفكاره، خصوصًا أن أسرته كانت متشددة ولديها العديد من التحفظات على مجال الفن، لكنه رغم تحقيقه لرغبتهم في البداية واختياره دراسة جامعية بعيدة عن الفن تتماشى مع فكر العائلة، تغلبت دوافعه عليه ليذهب إلى دراسة الفن، محافظًا في الوقت ذاته على معايير تتعلق بالالتزام الذاتي.

حول ذلك التغيير في وجهته نحو الفن، كشف مرتضى سعدي في حواره لموقع "القاهرة الإخبارية" عن صعوبة هذه اللحظات، وكيف أثرت على وجهته التي تعارضت مع تفكير العائلة، لكنه حاول التوفيق بين الاثنين قائلًا: "كان الاختيار الصعب الانتقال إلى عالم الفن وتحدي نفسي واقتنعت بدراسة الفن الملتزم والنافع، واجتمعت لديّ الفكرة في أن الحياة تبدو صعبة ووعرة دون الدين والفن والحب، وبمرور الوقت وجدت أني أملك الموهبة وبدأت أصقل أدواتي الفنية بالدراسة الأكاديمية على يد أساتذة مهمين وكبار من مدارس مختلفة، درسوا في أمريكا وأوروبا، هذه المدراس المختلفة بأفكارها الواعية شكلت تفكيري، وأحببت كوني ممثلًا يمشي على خُطى الأساتذة".

وزاد من صعوبة الخطوات الأولى لمرتضى سعدي في عالم الفن الظروف التي كانت تغلف العراق وقتئذ، موضحًا: "كنا نعيش في زمن صعب تتوالي فيه الحروب، وقعنا تحت الحصار الاقتصادي الصعب الذي مرّ على العراق، لكنني عاندت نفسي كي أُكمِل المشوار وطورت نفسي وزدت من معارفي وأفكاري بالقراءة المستمرة في الثقافات المجاورة لدراستي المسرحية واختصاص التمثيل".

الممثل العراقي مرتضى سعدي

مضى الممثل العراقي في مشواره نحو تحقيق حلمه، مقتنعًا أنه اتخذ خطوة صحيحة، لا تعارض توجهات العائلة، ولا تتنافى مع التقاليد المجتمعية التي وصفها بأنها "متعصبة"، قائلًا: "اشتركت بالعديد من الأعمال المسرحية الطلابية والمحترفة حين كنت طالبًا بأكاديمية الفنون الجميلة، وبدأت الخطوة الأولى بعدما تلقيت عرضًا من الممثل والمخرج السينمائي راسم منصور عام 1995 للمشاركة في عمل مسرحي بالأكاديمية، واتفق معي وقتها على أن نجاح التجربة يضمن لي الاستمرار، وفشلها يوفر لي سبل العودة إلى منهج العائلة والابتعاد عن الفن، ليكون التوفيق حليفه وينطلق في عالم الفن".

 حرص الفنان العراقي على أن يلتزم بمعايير خاصة في مشواره الفني، قائلًا:" تعلمت على يد أساتذة كبار وشجعوني كثيرًا على التوجه إلى عالم الفن بإشادتهم بأدائي، ومنهم عادل كاظم، صلاح القصب، فتحي زين العابدين، الذين خلقوا لديّ نوعًا من الالتزام الذاتي، والعمل معهم جعلني أختار الطريق الصحيح وألا أحيد عن مبدأ الالتزام، كما عملت خارج الأكاديمية مع مخرجين وفنانين كبار من بينهم راسم منصور وعماد محمد وسنان العزاوي".

ومن الفنانين المؤثرين في مشوار مرتضي سعدي أيضًا المخرج والمنتج الراحل فيصل الياسري، الذي تعاون معه في برامج تعليمية وتعريفية، قائلًا: ساعدني وجعلني أتوسع وأختلط أكثر بالوسط الفني، خلق لي مساحة ودائرة معارف جعلتني أشارك في مسلسل تعليمي عام 2000 بعنوان "قواعد اللغة العربية" وكنت أجسد به شخصية المبتدأ.

وتابع: منذ عام 2000 إلى 2003 شاركت في عروض مسرحية، أبرزها "مكانك أيها السيد" الذي حقق لي نقلة فنية كبيرة ، وشارك في أكثر من مهرجان عربي ودولي، منها مهرجان دمشق الدولي ومهرجان القاهرة للمسرح التجريبي، وحصلت على جائزة أفضل ممثل في العراق عن دوري بالمسرحية، التي تعد علامة فارقة في مسيرتي الفنية، إذ ذهبت بعدها إلى الدراما التليفزيونية والسينما.

الممثل العراقي مرتضى سعدي

قدم الممثل العراقي مرتضي سعدي للسينما فيلمًا عام 2004 بعنوان "الصمت" من بطولته، وآخريّن هما "أحلام" و"لحظة توقف الزمن" وقدم بعد ذلك مسلسلًا بعنوان "لا تبكي يا وطني"، وانتقل بعد ذلك من الدراما العراقية إلى السورية، إذ أوجد لنفسه بيئة أخرى بسبب ظروف الحرب.

لكن خطى الفنان العراقي لم تعبر إلى الدراما المصرية رغم تلقيه بعض العروض أحدها من الممثل الراحل نور الشريف، إذ قال: شاهدني النجم المصري الكبير عام 2006 بعمل فني وكان سعيدًا للغاية بأدائي ودعمني كثيرًا، وعرض علي مشاركته بعمل فني، ولكن كنت وقتها مرتبطا بعقود 3 أعمال ولم يكن هناك وقت متوفر لي، ولا أخفي أنني ندمت كثيرًا على أنني لم أمثل معه.

وقال "سعدي" إنه يتخذ شخصيات فنية كبيرة قدوة له، ويعتبرهم من مصادر إلهامه، وتمنى أن يقف أمامهم سواء من الراحلين أو على قيد الحياة، منهم الفنان محمود أبو العباس، بهجت الجابروي، مقداد عبد الرضى، مضيفًا: وتربت عيوني على إبداع فنانين مصريين كبار منهم الراحلين عبد الله غيث، محمود عبد العزيز، نور الشريف، واعتبرهم مدارس في الفن علمتني معنى الحياة واحترام ذواتنا، ولهم بصمة كبيرة على المجتمع العربي، وشكلوا مصدر إلهام كبير ليس فقط لي، بل للعديد من الفنانين بمختلف الدول العربية.

الممثل العراقي مرتضى سعدي

لدى الممثل العراقي أحلام خاصة بتجسيد شخصيات بعيدة عن المألوف، مثل شخصية حارس المقابر وحفار القبور، فهناك جانب مشترك بينهما، فهما شخصيتان غرائبيتان وحياتهما مليئة بالغموض والإثارة.

وأرجع مرتضى سعدي سبب قلة أعماله الفنية رغم حصوله على جوائز عدة في التمثيل، إلى أن الفنان العراقي بشكل عام وليس هو فقط تضرر من الأوضاع الاقتصادية والظروف الصعبة التي مرت بها بلاده، خصوصًا وقت الحروب، إذ كانت أغلب الأعمال تتعمد تشويه بنية المجتمع العراقي، وكان الثقافة والفن ليسا من الأولويات في البلد، علمًا بأن السينما والمسرح يحتاجان إلى مناخ يتوفر به حرية واستقرار سياسي واقتصادي.

 وأشار الممثل العراقي إلى أن هناك تطور ملحوظة في السينما والتلفزيون بالعامين الماضيين، على صعيد البناء الفني وتطور في عناصر الصورة وجودتها وتقديم فن مناسب لثقافة العراق.

أما عن مشروعاته الفنية المقبلة، قال إن لديه العديد من الخطط والطموحات في المستقبل، إذ لديه مسلسلين لموسم رمضان المقبل يدرس تفاصيلهما حاليًا مع بعض المنتجين، ولم يوقع عقودهما بعد.

كما لدى الفنان العراقي طموح ليسير على درب العديد من الممثلين الذين أسسوا شركات إنتاج، لتصوير أعمال عراقية وجلب طاقات إبداعية عربية من مختلف البلدان، مشيرًا إلى أنه يسعى للتعاون مع منتجين عرب من أجل فن حقيقي.