سوء الحظ منع استمراري في مصر.. والجمهور شبهني في بدايتي بنيللي وشريهان
الحروب حرمت نجوم العراق من الانتشار
تتنوع أعمال الممثلة العراقية ميس كمر بين الكوميدي والدرامي والتراجيدي، ويمتزج ذلك بقدرتها على الاستعراض والغناء، مما جعل البعض يشبهها في بداياتها الفنية بالأيقونتين نيللي وشريهان، الأمر الذي تعتز به وتؤكد أن امتلاكها القدرة على الأداء الاستعراضي، عزز من تشبيهها بالنجمتين المصريتين، إذ تشير لموقع "القاهرة الإخبارية" بأن النقاد والجمهور منحوها ألقاب أخرى منها فراشة وشقراء الشاشة العراقية.
تنسب ميس كمر الفضل في بدايتها الفنية إلى الممثل والمخرج العراقي راسم الجميلي، وأكدت أن نجم الكوميديا الأول في العراق شجعها على دخول عالم الفن ببطولة مسرحية بعنوان "الإمبراطور" عام 1992.
وتألقت الفنانة العراقية في أول ظهور لها على المسرح، ساعدها في ذلك أنها تتمتع بلياقة بدنية بفضل ممارستها الرياضة ولعبتي الجمباز والكاراتيه، وقالت: "الرياضة والفن يرتبطان ببعضهما، فالاثنان يعرضان أمام الجمهور، وبدايتي في عالم الرياضة سهّلت كثيرًا من وقوفي على خشبة المسرح، كما أن مشاعر النجومية لم تكن جديدة عليّ، لأنني كنت بطلة رياضية معروفة، وقُدمت إلى الوسط الفني وأنا نجمة رياضية".
لم تكن الرياضة وتشجيع راسم الجميلي فقط من ساعداها على التألق الفني والمضي قدمًا في مشوارها الإبداعي، بل ساهم أيضًا المناخ العائلي والبيئة التي نشأت بها على بروز موهبتها موضحة: "كانت والدتي مشجعة لي وأختي بطلة رياضية ودخلت أيضًا عالم الفن، ومحيطي العائلي قريب للغاية من عالم الفن".
ورغم أنها تعشق بشدة أداء الأدوار الكوميدية، فإن الفنانة العراقية تفضل أن يطلق عليها فنانة شاملة دون حصرها في نوعية محددة من الأعمال، قائلة: "أحب دائما التنوع في جميع أدواري، وجسدت جميع الشخصيات ولا توجد أدوار صعبة بالنسبة لي".
هوليود الشرق
عُرفت مسيرة ميس كمر طريقها إلى مصر، عبر أعمال مسرحية منها "نيولوك" مع المخرج الراحل السيد راضي، وشاركت في أعمال لشركة صوت القاهرة، ورغم وجود فرصة للاستمرار في مصر وقتئذ، لكن تبدلت الأحوال ولم يتح لها الحظ استثمار الفرصة، الأمر الذي وصفته بأنه من سوء حظها، مضيفة: "لكنني لم انقطع عن مصر الحبيبة ونجومها الذين أحبهم، وجمعتني أعمال مع ممثلين ومخرجين مصريين".
تتخذ نجمة مسلسل "أبو الملايين" الفنانة الكبيرة العراقية سليمة خضير مثلًا أعلى لها، كما تتمنى أن تقف أمام الفنانة الكويتية سعاد عبد الله وتحقق هذا الحلم، وألا يكون مصيره مثل حلمها بالوقوف أمام النجم المصري البارز عادل إمام.
الحروب أوقفت الانتشار
لم يأخذ الممثل العراقي حقه في الانتشار بسبب الحروب التي وضعت جدارًا كبيرًا بين أعمال الفنان العراقي والانتشار، حسبما تؤكد ميس كمر قائلة: "الفنان العراقي لم يلق انتشارًا عربيًا، وأشكر مواقع التواصل الاجتماعي التي عرّفت الكثير من الفنانين العراقيين للوطن العربي".
ترى "كمر" أن المسرح العراقي لم يمت، لكنه ما زال يتنفس في الأعمال التراجيدية، والأعمال المسرحية العراقية منتشرة في جميع المهرجانات العربية، وتؤكد أنها واثقة أن المسرح الجماهيري سيقف من جديد، قائلة: "نحن أصحاب مسرح، والعائلة العراقية تعشق أبو الفنون".
ترفض ميس كمر قبول أي دور تحت ضغط الظروف، رغم مرورها بأزمات كثيرة، وقالت: "أحيانا الظروف تجبر الفنان على التعامل مع أدوار أقل مما يأمل ولا تليق به، لكنني كنت موفقة في الكثير من مسيرتي الفنية رغم التعب والغربة والانتقال من بلد لآخر".
الاعتزاز باللهجة
جسدت الممثلة العراقية أدوارًا حققت انتشارًا عربيًا كبيرًا أهمها مسلسل "أبو الملايين" مع الفنان ناصر القصبي، ومسلسل "حدود الشر" مع الفنانة الكويتية الكبيرة حياة الفهد، مشيرة إلى أن بداية دخولها إلى عالم الفن في الخليج العربي كانت رفقة الكويتي عبد الحسين عبد الرضا، والفنان السعودي ناصر القصبي، لافتة إلى أن الكثير من الأعمال رسمت في مشوارها الفني طريقًا بارزًا ووضعت بصمة مميزة تحظى بها.
رغم الانتشار العربي الذي حققته ميس كمر، لكنها تحتفظ بلهجتها العراقية في أعمالها الفنية، إذ قالت: أغلب أدواري جسدتها بلهجة بلدي وتمسكت بها ولا استغني عنها، وذلك لا يمنع أنني احترم كل اللهجات والجنسيات وأقدّرها، لكنني أعتز بأنني عراقية.