دخل الممثل العراقي أسعد مشاي عالم الفن في مقتبل فترة الشباب وعمره 15 عامًا، بعد أن اكتشف موهبته من خلال المسرح وسعى لتطويرها، إلى أن أصبح مميزًا في كل تجربة يتصدى لها ما لفت الأنظار إليه، منتظرًا الفرصة المناسبة للعمل في التلفزيون أو الإذاعة، ليقابل فرصته المنشودة في التسعينيات من القرن الماضي، ويذيع صيته بين أقرانه ويحجز مساحة خاصة لدى الجمهور.
وجاءت انطلاقة أسعد مشاي الأولى في إذاعة جمهورية العراق من خلال مسلسل "حذار من اليأس"، في انطلاقة لم تخل من أن يترك بصمة مميزة بأداء متوازن في عمل تضمن قصصًا واقعية حقيقية، لكن هذه البداية الموفقة لا تنكر أن مشواره الفني شهد العديد من الصعوبات في بدايته سواء كان في التلفزيون الرسمي أو تلفزيون الشباب في العراق، وسعى لإثبات نفسه وسط النجوم الكثيرة، ليصل إنتاجه الفني إلى ما يقرب من 50 عملًا في السينما والتلفزيون والمسرح.
لم يكن التمثيل بالنسبة للفنان أسعد مشاي مجرد هواية أراد من خلاله التعبير عما بداخله، لكنه عشق من نوع خاص تعلّق به منذ صغره، وشجعه بعض من الفنانين الكبار الذين اتخذهم مثله الأعلى في عالم الفن، مثل العراقي خليل شوقي، ومن مصر الراحلين الكبار عادل أدهم وممدوح عبد العليم، حسبما قال في حواره لـ"القاهرة الإخبارية" ووصفهما بأنهما من الفنانين المميزين في الأدوار الصعبة.
يعشق أسعد مشاي العمل المسرحي، ويقول: "وطن باللون الأبيض.. آخر مسرحية شاركت في بطولتها عام 2021 ومن إخراجي وتأليف أحمد هاتف، أما في السينما عُرض لي "ألمانيا ع السريع" العام الجاري وشارك في البطولة ابني مرتضى مشاي، وإخراج ياسر موسى، وإنتاج وزارة الثقافة، وعرض الفيلم الشهر الماضي في مهرجان للسينما والمسرح بالعراق وحصل على إشادة من النقاد والجمهور".
أما عن أعماله المقبلة فكشف الممثل أنه يستعد للجزء الثاني من مسلسل "عالم الست وهيبة" تأليف الكاتب صلاح عطوان وإخراج جمال عبد الجاسم وسيتم تصويره خلال الأيام المقبلة.
ورغم رغبة أسعد مشاي العمل في مصر، وتلقيه عروض عدة أثناء إقامته في القاهرة لمدة 8 أشهر، لكن لم يتسن له ذلك بسبب ما وصفه بالتزاماته ببغداد، لكونه موظفًا في وزارة الثقافة العراقية، لكنه في الوقت نفسه لديه خطط لزيارة مصر قريبًا وإيجاد فرصة مناسبة للمشاركة بعمل فني.
ومن منطلق اهتمامه بالإبداع العربي بشكل عام وليس العراقي فقط، أسس مشاي مركز الرشيد للثقافة والفنون أخيرًا، ليجمع مختلف الفنون بين مسرح وموسيقى وغناء وفن تشكيلي وأدب واستعراضات، مشيرًا إلى أن المركز يطلق كل عام مهرجانين أحدهما للسينما والآخر للمسرح، قائلًا: "سوف يكون لدى هذا المركز شأن كبير لأن له بُعدًا عربيًا، وسيكون بيتًا لكل الفنانين العرب".