الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

العازف اللبناني روني براك: موسيقاي تجمع الشرقي والغربي.. وأحلم بالعالمية

  • مشاركة :
post-title
العازف والمؤلف الموسيقي اللبناني روني براك

القاهرة الإخبارية - ولاء عبد الناصر

لم تكن الموسيقى بالنسبة للمُلحن والعازف اللبناني روني براك، مجرد مهنة أتقنها وتألق فيها، حتى لمع اسمه في عالم الفن بل عشقها منذ الطفولة، إذ أمسك "الطبلة" في الرابعة من عمره، وبدأ العزف عليها بشكل حدسي، وذاع صيته في ال17 من عمره، عندما فاز بالميدالية الذهبية في أحد برامج الهواة، ليطور من نفسه حتى أصبح من المحترفين العالميين في الموسيقى، واستطاع أن يمزج بين الموسيقى الشرقية والجاز، والموسيقى اللاتينية وأنماط موسيقية تندرج في خانة الحداثة. 

وفي حواره مع موقع "القاهرة الإخبارية"، تحدث روني عن عالمه الموسيقي وبداياته، بالإضافة إلى التحديات التي واجهته في مشواره الفني، وانتقاله إلى لندن من أجل احتراف الموسيقى، وتفاصيل خططه الفنية ومفاجأة حفله في لبنان، وأمور أخرى كثيرة.

دعم الأب وصعوبة التنقل

أكد العازف والملحن اللبناني روني براك، أن السبب وراء اكتشاف موهبته ودعمه في البداية يرجع إلى والده، قائلًا: "والدي هو من ساعدني وشجعني في بداية حياتي، فمنذ طفولتي عندما رأيت "الطبلة" وأعجبت بها اشتراها لي وشجعني على اللعب عليها وأيضًا الهارموني والأورج وهذه كانت بداية تعلقي بالفن".

وأضاف "والدي أيضًا هو صاحب الفضل في تأسيس أول فرقة بمدينة صيدا وتحمل اسم "نجوم الشرقية"، ويهتم بنا بشكل كبير للغاية، فكانت البدايات مليئة بالإنجازات والشغف والحب تجاه الموسيقى، وأهم شيء وجود داعم ومشجع لتحقيق أحلامك".

طورت نفسي بنفسي

وعلى الرغم من الدعم الكبير الذي وجده "براك" من والده، إلا أن رحلته الفنية لم تمر دون وجود تحديات أو صعوبات تعرقل حلمه، إذ قال: "الظروف في لبنان كانت صعبة للغاية بسبب الحروب، حيث انتقلنا من مدينة صيدا إلى بيروت، ثم تركنا لبنان وسافرنا إلى إسبانيا، فكانت الصعوبات تكمن في فكرة التنقل وترك الوطن وذكريات الطفولة، بالإضافة إلى أنه في هذا التوقيت لم يكن هناك أستاذ موسيقى يعلمني، فكنت أعتمد على نفسي في البداية، وأهم ما يميزني عن غيري أنني طورت نفسي بنفسي، وقمت بعمل تكنيك خاص بي في العزف على "الطبلة"، إذ أردت تقديم شيء جديد ومختلف عن باقي العازفين".

وأوضح "ذهبت بعدها إلى لندن وعملت مع الفنان الفلسطيني الكبير عبود عبدالعال، وكان بمثابة الأب الروحي لي، ومثّلت هذه النقطة مرحلة فارقة في حياتي المهنية، واكتسبت منها خبرة كبيرة، وبدأت أحضر حفلات موسيقية كثيرة في لندن، حيث كانت ملعب الموسيقى بالنسبة لي".

ذكريات أول ألبوم

يتذكر اللبناني روني براك، تفاصيل صدور أول ألبوم له في حياته الفنية، وكانت البدايات لها مذاقها ورونقها الخاص بالنسبة لأي شخص طموح يسعى إلى تحقيق حلمه، قائلًا: "أول ألبوم قدمته في حياتي المهنية كان بعنوان "Aramba"، وصورته بين لبنان وإنجلترا، من أجل إضافة الروح العربي، وهذا الألبوم له تجربة خاصة بالنسبة لي، فهو شيء جديد من نوعه، وصورته "لايف" في الاستديو، لا شيء فيه ديجيتال، وهذا الألبوم حقق صدى واسعًا في لبنان بشكل خاص، وكنت سعيدًا بذلك لأن بلدي هي التقدير الحقيقي لي".

وأضاف "أحببت دمج الموسيقى العربية مع تلك التي اكتسبتها من الخارج، فتكون مزيجًا مُختلفًا بداخلي، وصرت أحب موسيقى الجاز، اللاتيني، والبرازيلي، ومن خلال سفري حول العالم، اكتسبت ألوانًا مختلفة، وهذا ما ساعدني لتأليف أول ألبوم خاص بي، بالإضافة إلى باقي ألبوماتي، وأصدرت 4 ألبومات". 

وحول رغبته في اللجوء إلى عمليات المزج الموسيقي، يشير روني براك إلى أن هذا الأمر ليس جديدًا فهو قديم في عالم الموسيقى، إذ يقول: "أهم شيء في المزج، هو قدرة المؤلف على وضعها في الوقت المناسب حتى لا يشوه السمع بين الموسيقى الغربية والشرقية لأن الموسيقى ذوق، وأنا مع الدمج إذ كان صحيحًا، مع العلم أن الموسيقى الكلاسيكية والشرقية هي الأصل وقدمت نجومًا كبار، أمثال فيروز ووديع الصافي، لذا فإن مؤلف الموسيقى لا بد أن يستمع إلى كل أنواعها حتى يكون أكثر انفتاحًا مع الموسيقى العالمية".

الذكاء الاصطناعي لن يلغي المواهب

يرى العازف اللبناني، أن الموسيقى لا بد أن تكون طبيعية وتحمل إحساسًا ومشاعر صادقة، لذا لا يحبذ فكرة دخول الذكاء الاصطناعي إلى عالم الموسيقى، قائلًا: "أنا ضد الذكاء الاصطناعي، لأنه غير طبيعي وبالتالي لن يصل إلى قلب الجمهور".

وأضاف "لا أعتقد أنه يستطيع إلغاء الإنسان أو الفنان، لأن الأشخاص تحب السماع إلى الحقيقة والصوت نفسه، لا أحد يعلم ماذا سيحدث في المستقبل؟، لكن لا يوجد شيء يمحي المواهب الإنسانية".

مفاجأة مع مطرب مصري

يستعد روني براك خلال الفترة المقبلة، لتقديم خامس ألبوماته في مشواره الفني، كما يحضر لأكثر من مفاجأة، إذ يقول: "بدأت في تحضير هذا الألبوم قبل عام، وسيظهر بشكل مختلف وجديد إلى الجمهور، إذ يجمع تراكات كثيرة، ويحمل الطابع الشرقي والغربي، وأدرس تقديمه بشكل منفرد، بالإضافة إلى مشاركتي بحفل في لبنان سيكون من أكبر الحفلات، بمشاركة مطرب مصري كبير، ولديّ أيضًا حفلات أخرى خارج لبنان".

وأضاف "أتمنى الوصول إلى كل العالم، خاصة أن طموحاتي كثيرة في عالم الموسيقى، وأسعى لأن أقدم الطبلة بشكل يصل بها إلى العالمية".