أُسدل الستار على فعاليات الدورة الـ76 لمهرجان لوكارنو السينمائي الدولي، منذ ساعات قليلة، حيث فاز الفيلم الإيراني الألماني Critical Zone بجائزة Pardo d’oro أو جائزة المهرجان الكبرى لأفضل فيلم، والتي تسلمها المنتج منتقي بوهراني، إذ تعذر حضور المخرج علي أحمد زاده، لعدم حصوله على تصريح بمغادرة إيران لحضور المهرجان.
وناشد "بوهراني" المجتمع السينمائي الدولي بالوقوف إلى جانب المبدعين والفنانين المحاصرين في كل مكان بالعالم، الذين لا يتمتعون بالحرية ويتضررون بسبب السياسة والحروب وغيرها من العوامل التي تكبح جماح أفكارهم وتصادر حريتهم الفكرية.
كما طالب الناشطين والفاعلين الثقافيين والسينمائيين بالتحرك واتخاذ مواقف جادة، وذلك بعد أن قال إنه فقد الأمل في تحرك السياسيين وأن الوقت الآن هو وقت الفنانين، كما طالب الحاضرين بأن يشعروا بالغضب الشديد مثله لتعذر حضور المخرج لاستلام جائزة الفيلم.
وقال إن شعور الغضب هو ما يسيطر عليه في هذه اللحظة بدلًا من شعور السعادة والفرح بتلك الجائزة المهمة، التي حصل عليها الفيلم في هذا المهرجان العريق.
كما فاز الفيلم الروماني Do Not Expect Too Much From The End Of The World أو "لا تتوقع الكثير من نهاية العالم" للمخرج الكبير رادو جود بجائزة لجنة التحكيم الخاصة.
وألقى "جود " كلمة قوية بعد تسلمه الجائزة، ناشد فيها المسؤولين السويسريين أن يتخذوا موقفًا مغايرًا لما اتخذوه أثناء الحرب العالمية الثانية إذ اتخذوا صف هتلر والنازية في ذلك الوقت، وطلب منهم ألا يكرروا هذا مرة أخرى.
وقوبلت كلماته ترحيبًا كبيرًا من الحاضرين، حتى من مسؤولي إدارة المهرجان.
فيما فاز الفيلم الأوكراني Stepne للمخرجة مارينا فرودا بجائزة أفضل إخراج، كما فاز الفيلم نفسه بجائزة الاتحاد الدولي لنقاد السينما (الفيربيسي) كأفضل فيلم بالمسابقة الدولية.
أما عن جوائز التمثيل، فازت الممثلة ديميترا فلاجوبولو بجائزة أفضل أداء عن دورها في الفيلم اليوناني Animal للمخرجة صوفيا إكسارخو، كما فازت الهولندية رينيه سوتينديك بجائزة أفضل أداء أيضًا عن دورها في الهولندي السويدي الإندونيسي Sweet Dreams للمخرجة الهولندية من أصول بوسنية إنا سينديارفيتش.
وأخيرًا فاز الفيلم الفرنسي السويسري Obscure night - Goodbye here, anywhere بتنويه خاص من لجنة التحكيم، وتدور أحداثه حول مليلية، المنطقة المحصورة بين إسبانيا والمغرب والتي تعتبر منطقة حدودية بين قارتي إفريقيا وأوروبا، والتي يحاول مالك وأصدقاؤه المغاربة من الشباب القُصر، الوصول من خلالها إلى أوروبا، بأي وسيلة ممكنة.
بينما حصد الفيلم السنغافوري الإندونيسي Dreaming & Dying للمخرج نيلسون يو جائزتين من أهم جوائز المهرجان، وهما جائزة أفضل فيلم في مسابقة سينما المستقبل وجائزة أفضل عمل أول.
أما عن أحدث جوائز المهرجان، ففاز بجائزة الفهد الأخضر والتي استحدثها المهرجان العام الماضي، وتُمنح للأفلام التي ترفع الوعي البيئي الفيلم الصربي Guardians Of The Formula.
وفي ختام حفل توزيع الجوائز، قال المدير الفني للمخرجان جيونا ناتزارو: "لقد كانت دورة مثيرة، أعادت التأكيد على مركزية مهرجان لوكارنو السينمائي وقدرته على استكشاف السينما المعاصرة بكل أشكالها وأحجامها، واستحوذت على قلوب وعقول جمهورنا السخي والفضولي والعاطفي، الذين احتشدوا في ساحة Piazza Grande ودور العرض الأخرى بأعداد كبيرة، حيث ارتفع عدد المشاهدين وزوار المهرجان 10٪ وتم الترحيب بمجموعة مختارة بحماس من وسائل الإعلام وعشاق السينما ورواد المهرجانات".