أوشكت عروض المسابقة الدولية للدورة الـ76 لمهرجان لوكارنو السينمائي الدولي على الانتهاء، إذ لم يتبق سوى فيلم واحد من المنتظر عرضه اليوم الجمعة، بعد أن عُرض الفيلم الإيطالي الفرنسي Rossosperanza للمخرجة وكاتبة السيناريو الإيطالية أناريتا تزامبرانو، والذي تبلغ مدة عرضه 87 دقيقة.
تدور أحداث الفيلم في عام 1990، حين كان كل شيء هادئًا في إيطاليا في ذلك الوقت، حول لقاء زينا وأدريانو وألفونسو ومارزيا وهم مجموعة من أبناء بعض العائلات المرموقة، وذلك في فيلا بيانكا، حيث أرسلهم آباؤهم إليها ليصبحوا "عاديين".
رحلة شخصية
قالت "تزامبرانو" عن فيلمها إنه رحلة شخصية جدًا لها، عنها والشباب الذين أحاطوا بها في عام 1990، وفي الوقت نفسه هو قصة رمزية أو تحمل العديد من الرموز، وكانت فكرتي أن أصنع فيلمًا ضد السلطة القائمة من خلال الرمز لها بالعائلة التي تمثل الدولة، بينما التخريب يمثله الأطفال الذين يولدون تحت وصاية هذه السلطة، ثم ينقلبون ضدها فيما بعد.
وقالت إنها تعتبره عن العنف الذي تفشى في العالم كما يتفشى السرطان في الأحشاء فيقضي عليها، فقد تغذى على قوة آبائنا والآن يلتهم أمم وشعوب.
وأضافت أن كل شيء في الفيلم يبدو هزليًا أكثر من كونه مأسويًا، فهو فيلم أسود مثل أرواحنا المُثقلة حاليًا، وأحمر مثل دماء خطايا العنف.
واختتمت حديثها: "هناك موجة رجعية عنيفة وخطيرة للغاية تحدث في إيطاليا، وفي واقع الأمر ليس فيها وحدها، وأرى أنها سوف تلمس الشباب أولًا مثلما حدث من قبل، لذلك أردت عمل فيلم يعمل على زعزعة الضمائر وإيقاظها بكل طريقة ممكنة لأن هذا هو معنى السينما وقيمتها بالنسبة لي".
Critical Zone
أما ثاني أفلام المسابقة الدولية كان الفيلم الإيراني الألماني Critical Zone للمخرج الإيراني علي أحمد زاده، وتدور أحداثه حول أمير، مروج المخدرات الذي يتجول ليلًا في مناطق العالم السفلي بمدينة طهران (عاصمة إيران) لترويج منتجاته المخدرة، وهو ما يجعله يقابل ويقضي ليلته مع نماذج عديدة من البشر، ثم يعود إلى منزله مع طلوع الشمس فلا يجد سوى كلبه بانتظاره.
حيل مُعقدة للتصوير
وقال مخرج الفيلم عن تجربته في صناعته إنه فضّل العمل والاستعانة بأشخاص حقيقين بدلاً من الممثلين المحترفين، وعن صعوبة التصوير في إيران خاصة مع حساسية موضوع الفيلم والطريقة التي يُظهر بها العاصمة طهران قال إنه في معظم الحالات كان يتعين على طاقم العمل بالفيلم إخفاء الكاميرا أو إيجاد حيل مُعقدة للتغلب على القيود الحاكمة للتصوير في الشوارع، واعتبر صناعة هذا الفيلم تمردًا كبيرًا، كما اعتبر عرضه في مهرجان عالمي من أهم مهرجانات العالم السينمائية بمثابة انتصار كبير لكل صناعه.
ثم استطرد بشيء من التفصيل عن ظروف صناعة الفيلم، قائلًا إنه قسّم الفيلم إلى عشرة أفلام قصيرة، صنع كل واحد منها وكأنه فيلم قصير مستقل، قبل أن يجمعها في النهاية معًا ليظهر المنتج على الشاشة وكأنه فيلم طويل.
وأضاف: استغرق هذا الأمر فترة طويلة جدًا، خاصة أن طاقم العمل كان صغيرًا للغاية، الممثل الرئيسي والمخرج ومشغل الكاميرا ومسجل الصوت.
أما عن تصوير بعض المشاهد في الأماكن العامة مثل مشاهد المطار وصعوبة تنفيذها قال إنها كانت تُصور سرًا بكاميرا يدوية صغيرة، إذ لم يكن لدينا التصاريح اللازمة للتصوير ولا يمكننا التصوير بدون إذن، وفي بعض الأحيان استخدمنا تصاريح مزيفة، وفي أحيان أخرى قمنا برشوة الضباط، وإذا أردت تلخيص ظروف صناعة الفيلم يمكنني القول بإن التصوير كله كان مثل التجسس.