شهدت فعاليات اليوم الثاني من الدورة الـ76 لمهرجان لوكارنو السينمائي الدولي، عرض الفيلم السويسري البرتغالي Manga D'Terra في عرضه العالمي الأول، الذي تدور أحداثه حول روزا، البالغة من العمر 20 عامًا، والتي تترك طفليها في الرأس الأخضر للاستقرار في لشبونة على أمل منحهما حياة أفضل، ولكنها تَعلَق بين مضايقات زعماء العصابات وعنف الشرطة اليومي، وتحاول أن تجد العزاء في نساء المجتمع المحيط بها، ولكن توفر لها الموسيقى ملاذًا حقيقيًا في النهاية.
وقال مخرج الفيلم بازيل دا كونيا، عقب العرض، إنه أراد توجيه التحية والإشادة بنساء منطقة Reboleira من خلال فيلم موسيقي يُعيد النظر في موسيقى وأصوات الرأس الأخضر، فيما وُصف الفيلم بأنه يقدم وقائع وأحداث حقيقية ومؤلمة، لكن الجميل في الفيلم أن المخرج يترك المشاهد ببريق من الأمل في النهاية.
كما يُركز الفيلم أيضًا على حياة المهمشين من أصل إفريقي ويعيشون في أحياء مدينة لشبونة بشكل أساسي، وهو الموضوع الذي يكرره بازيل في معظم أفلامه، مما يدل على رغبته الحقيقية والصادقة في الانغماس بتلك الأوساط الاجتماعية التي تخرج منها قصص أفلامه، وليس تناولها من وجهة نظر سائح، والدليل على ذلك أسلوبه السينمائي الذي يتميز بقرب كاميرته الشديد من الممثلين الذين غالبًا ما يكونون غير محترفين.
لا تتوقع الكثير من نهاية العالم
كما عُرض واحد من أهم أفلام المسابقة الدولية بالمهرجان هذا العام وهو فيلم Do Not Expect Too Much From the End of the World أو "لا تتوقع الكثير من نهاية العالم"، وهو أحدث أفلام المخرج الروماني الشهير رادو جود الحائز على جائزة الدب الذهبي من مهرجان برلين السينمائي الدولي عن فيلمه السابق.
الفيلم الذي بلغت مدته ثلاث ساعات انقسمت أحداثه إلى جزأين، حول أنجيلا العاملة التي تعمل فوق طاقتها وتتقاضى أقل مما تستحق وهي تجوب شوارع مدينة بوخارست لتصوير فيديو عن معايير الأمن والسلامة في العمل بتكليف من شركة متعددة الجنسيات، حتى يكشف أحد العمال الذين تستضيفهم عن فضيحة تورط الشركة في حادث كان هو ضحيته فيتحول الفيديو إلى فضيحة.
وفي المؤتمر الصحفي الذي أعقب العرض العالمي الأول للفيلم، علّق المخرج رادو جود بأنه على الرغم من جدية الفيلم فإنه كان سهلًا جدًا في تنفيذه حتى أنهم انتهوا من تصويره قبل الموعد المُحدد لذلك، مرجعًا ذلك لسبب مهم للغاية وهو سرعة العثور على مواقع التصوير الرئيسية والتي وصفها بالمثالية، وهو ما وفّر على فريق عمل الفيلم إهدار وقت طويل في البحث أو بناء الديكورات اللازمة للتصوير.
وعن اختياره للممثلين، قال جود إنه فضّل الاستعانة بممثل غير محترف قعيد على كرسي متحرك بالضبط كالشخصية المكتوبة للفيلم عن الاستعانة بمحترف يمثل أنه جليس، إذ شعرت بعدم الراحة لمجرد التفكير في هذا لذلك قررت أن أستعين بشخص مر بالظروف نفسها ويعاني من الأمور والمشكلات التي يعاني منها شخصية بطل الفيلم.
وعن سؤاله لوصف الفيلم أو قصته وما تدور حوله أحداث الفيلم من وجهة نظره، قال"جود": هذا الفيلم تحديدًا من الصعب جدًا اختصار فكرته أو وصف أحداثه في سطر أو سطرين، وهذا لأن الفيلم ليس فقط عن فكرة عامة ولكنه عن شخصيات وأحداث تحدث من زوايا مختلفة، لذا يجب وصف القصة والشخصيات والأحداث وليس الفكرة فقط.