تستمر عروض أفلام المسابقة الدولية للدورة الـ76 لمهرجان لوكارنو السينمائي الدولي، التي عُرض منها بالأمس الفيلم الهولندي السويدي الإندونيسي Sweet Dreams أو أحلام سعيدة، للمخرجة الهولندية من أصول بوسنية إنا سينديارفيتش.
الفيلم الذي بلغت مدة عرضه 102 دقيقة تدور أحداثه حول التاريخ الاستعماري لهولندا في إندونيسيا، وذلك من خلال قصة "يان" الثري الهولندي الذي يموت فجأة إثر أزمة قلبية ويترك خلفه إرثًا كبيرًا، ليس من المال فقط لكن من الدم أيضًا، وبعد موت يان، يعود ابنه الأكبر "كورنيريس كي" لإدارة المزرعة الشاسعة ومصنع السكر اللذين تركهما والده، لكنه يفاجأ بأن والده ترك الكثير من ثروته لخليلته الإندونيسية شيتي وابنه منها كارل، وأنهما سيكون لهما اليد العليا أو على الأقل نصف ما ترك الأب، لتتغير الأمور، وتنقلب موازين العائلة رأسًا على عقب حتى ينتهي كل شيء بنهاية مأساوية للغاية.
وبسؤال المخرجة في المؤتمر الصحفي الذي تلا عرض الفيلم حول سبب اختيارها لهذه القصة كي تكون موضوع فيلمها الروائي الطويل الثاني، قالت إنه من الصعب الإجابة على سؤال من أين بدأت قصة الفيلم؟.. لكن بعد فيلمها الأول الذي كانت تدور أحداثه في البوسنة حيث ولدت، أرادت أن تقدم فيلمًا عن هولندا الدولة التي تعيش فيها منذ أكثر من 26 عامًا.
وأضافت أنها أرادت أن تقدم فيلمًا تكتشف من خلاله علاقة هولندا ببقية العالم، وقالت: "عندما بدأت التفكير في هذا الأمر انتهى بي المطاف في الماضي، فقررت أن أصنع الفيلم عن تاريخ هولندا أو تحديدًا التاريخ الاستعماري لهولندا في إندونيسيا على وجه الخصوص، وظننت أنه من الممتع أن يكون الفيلم بمثابة المرآة التي تخدم فهمنا وتفاعلنا مع واقعنا المعاصر لفهم الديناميكيات الاستعمارية التي مازالت موجودة في عالمنا المعاصر".
عروض اليوم
أما اليوم الأحد، فقد بدأت عروض المسابقة الدولية بعرض الفيلم الإسباني الفرنسي The Permanent Picture للمخرجة لاورا فيريس الذي تدور أحداثه في ريف جنوب إسبانيا، حيث تختفي أنطونيا، وهي أم تبلغ من العمر خمسة عشر عامًا، في منتصف الليل، وبعد مرور 50 عامًا وأثناء بحث المخرجة الانطوائية كارمن عن أشخاص لمشاركة تجاربهم عند الوصول إلى مدينة جديدة، تقابل أنطونيا التي تقتحم عزلة كارمن باندفاع شديد، لتكتشف أن الوقت لم يشف كل الجراح.
وقالت لورا إن الفيلم بالنسبة لها عبارة عن مطاردة عبر الزمن، فهو قصة داخل قصة، امرأة متحمسة للمغامرات تطارد امرأة أخرى انطوائية ومنغلقة على نفسها.
وأضافت أن فكرة الفيلم مستوحاة من قصص وأغان المهاجرين من الأندلس إلى كتالونيا في إسبانيا ما بعد الحرب، وقالت إن الفيلم هو رحلة مُظلمة لكنها رقيقة حول الزمن وتغيراته ودوامه.
كما شهد اليوم أيضًا العرض العالمي الأول لأحدث أفلام المخرج الفلبيني الشهير لاف دياز Essential Truths of the Lake وهو إنتاج مشترك بين الفلبين وفرنسا والبرتغال وسنغافورة وإيطاليا وسويسرا والمملكة المتحدة، وبلغت مدة عرضة 215 دقيقة، وتدور أحداثه حول الملازم بابوران الذي يواصل كفاحه لحل قضية عمرها خمسة عشر عامًا حول منظر طبيعي مليء بالرماد وبحيرة لا يمكن اختراقها.
وعن الفيلم قال دياز إنه عن تساؤله عما يدفع الرجل للبحث عن الحقيقة، إذ يعتقد بأنه ربما رغبة غير واعية منه في إلحاق الألم بنفسه.