حالة من التكاتف الفني تشهدها لبنان بعد أن تعرّض مسرح "دوار الشمس" للحريق، إذ يعد المسرح المكون من طابقين أحد أبرز مسارح بيروت التي لا تحتوي سوى على ثلاثة مسارح فقط، بعد ما التهمت النيران جزءًا كبيرًا من الطابق الأرضي للمسرح، ليسيطر الحزن على القائمين على المكان ليس لما دمرته ألسنة اللهب بقدر الذكريات التي احترقت معه.
على الفور أطلقت الفنانة اللبنانية برناديت حديب، رئيسة مسرح "دوار الشمس"، حملة على صفحاتها بمواقع التواصل الاجتماعي تناشد فيها كل محبي الثقافة والفن للحفاظ على المسرح وإعادة ترميمه، وحول ذلك قالت في تصريحات خاصة لموقع "القاهرة الإخبارية": "قبل أن أطلق تلك الحملة كان الجميع يتكاتف من أجل المسرح وتلقيت اتصالات من أكثر من شخص مهتم بإعادة المسرح، ومن لا يستطيع أن يتبرع لإعادة إعمار المسرح يشاركنا بتداول منشور التبرعات، وتشجيع من يستطيع لمساعدتنا، والحقيقة تنال الحملة دعمًا كبيرًا سواء ماديًا أو معنويًا على أمل أن نعود".
الأضرار التي لحقت بالمسرح قُدّرت بـ60 ألف دولار، لذلك مازال المسرح بحاجة لمزيد من التبرعات لكي يعود لما كان عليه وتضأ أنواره، إذ إنه لم يكن مجرد مكان لتقديم عروض مسرحية فقط، وتقول برناديت حديب: هذا المسرح هو مركز ثقافي متكامل وملتقى للفنانين، إضافة إلى أن اجتماعات الجمعية العمومية للفنانين كانت تقام به بجانب الورش الفنية والموسيقى، فهو مركز فني متكامل ويجب أن يقف الجميع بجانبه.
وأكدت "حديب" أن الحريق حينما وقع لم يكن هناك أحد في المسرح، وقالت: "آخر عرض أقيم كان قبل ثلاثة أيام من الحريق، ونمتن لهذا حتى لا تزيد مأساتنا".